انوار السويداء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى لكل محبي السويداء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أصغي للجسد

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
CHEEKO

CHEEKO


عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2007

أصغي للجسد Empty
مُساهمةموضوع: أصغي للجسد   أصغي للجسد Icon_minitimeالخميس يونيو 21, 2007 12:55 pm

مرحبا ..

حاول أن تستمع لجسدك وإشاراته وحركاته...
استمع لصوتك الصامت الصادق في سكينة هذا الجسد، أصغي إليه جيداً.... ماذا يقول وماذا يريد؟؟
متى وكيف... ومتى يكتفي فلا تزيد؟؟

لا تحاول أبداً أن تسيطر عليه أو تتحكم به، ولا حتى أن تحكُم عليه...

اقبله وتقبّله كما هو، فكل الطبيعة قبلَت نفسها كما هي... وحدهُ الإنسان الذي تصارع مع نفْسه فانقطع نفَسُه......

لماذا لا تستمع إلى جسدك؟
لا بل أنك تتجاهله، تؤذيه، تُرهقه، تلوّثه سواءً بالسموم الفكربة أو الغذائية....

لماذا لا تعطيه أي اهتمام قبل أن يطفح الكيل بالميزان وتظهر الأمراض في الكيان؟؟؟....
وقتها تبحث عن الحل هنا وهناك، فتقفز من عيادة إلى عيادة ومن طبيب إلى طبيب ومن دواء إلى دواء...

لكن الحل كله فيك يكفيك ويشفيك....

بداية هذا الحل أن تعرف حقه عليك، أن تراعي الأمانة والمسؤولية تجاهه وماذا يعطيك، أن تطعمه أفضل الطعام الطبيعي المتوازن عند شعوره بالجوع... وأن تسقيه ماءاً نظيفاً عندما يشعر بالعطش.... وأن تريحه عندما يشعر بالتعب...

دعه يعبّر عن خوفه وغضبه وعن عتابه، واترك لقلبك فرصة أن يتحدث بالدمعة وبالابتسامة.... كن كريماً معه ولا تبخل عليه بأي شيء حتى يكون معك أكرم، فتعيش بتناغم مع طاقة الأرض والسماء والمجرات.

عندما تفهم وتدرك هذا السر العظيم سيحدث تناغم بينكما... الفكر والجسد... الساجد والمسجد... وعندها ستكون في أحسن حال وتختفي 99% من تعاستك ومرضك بكل سهولة.

الصحة والصحوة هي أول خطوة للجلوة....

عندما تأكل وجبة الطعام سيتجاوب جسدك بسرعة ويبلع ويهضم إلى أن يأخذ الكفاية الكافية من الغذاء... وعندها ينبّهك:
لقد وصلني الحد اللازم فتوقف عن إدخال المزيد!...
لكن الفكر يقطع انسجامك مع جسدك، ويقول لك:
لا... تابع الأكل، فالطعام شهي جداً والمذاق رائع... تابع تابع قليلاً زيادة.....

هذا الفكر سيحول بينك وبين أعز أصدقائك... وتستمر بحشو المزيد من الأطعمة لتصل إلى لحظة تشعر المعدة فيها بالغثيان، وتقول لك: توقف! كفى! إني متعبة وقد حشوتني بالطعام وحمّلتني أكثر من طاقتي، لقد ظلمتني وسأستفرغ!!....

ويعود الفكر من جديد مقاطعاً ومتدخلاً ليثبت وجوده وشهيته أكثر فأكثر.. ليصبح هذا الفكر سيداً وأنت خادماً عنده... ونسينا قول الحبيب، ثلث لطعامك ثلث لشرابك وثلث لنفَسك... طعام وماء وهواء....
تركنا قول الحبيب وأصبحنا نجري خلف الطبيب!!
ومن طبيب إلى طبيب نبحث عن الدواء وعن الشفاء، وهذا حالنا وأحوال مَن سبقنا....

لنحاول العودة للفطرة وسماع حكمة الجسد... إذا استمعنا إلى هذه الحكمة لن يبقى لدينا سوى 1% من أمراضنا الحالية، والتي ستأتي كحوادث بسيطة، ضيف خفيف ويذهب....

إن هذا الخطأ في التعامل مع الجسد والابتعاد عنه يبدأ منذ أيام الطفولة المبكرة... عندما نعلّم الطفل ألا يستمع لإشارات جسده ويتجاوب معها كما هي الفطرة السليمة... فوصلنا إلى طفل مشتت فكرياً وجسدياً... غير قادر على الاستجابة الصحيحة لأحوال الجسد.

فمثلاً عندما يشعر الطفل بالجوع، يعبّر عن جوعه بالبكاء.. ولكن أمه التي تلقّت برنامجاً كاملاً من الطبيب عن تغذية الطفل السليمة حسب نظرة الطب الحديث، ستنظر إلى الساعة لأن الطبيب قال لها أن تعطيه وجبة الحليب بعد 3ساعات....
بهذا لن تراعي الطفل ولن تتعرف على حاجته... انتبهَت إلى ساعة الحائط وغفلت عن ساعة الإنسان الفطرية...

حرمان الجسد من الغذاء في هذه اللحظة من الجوع الحقيقي سيجعل الطفل مشوشاً ومشتتاً ومقسماً... وعوضاً عن إعطائه الغذاء، ستعطيه الأم المصاصة أو اللهاية، ستحتال عليه وتخدعه ومن هنا يدخل الشك ويزول اليقين فيبقى طوال حياته حزين......

لكن الطفل بكل البراءة والطهارة التي يحملها، سيطيب خاطره ويرضى ويستسلم ثم يخلد للنوم...
بعد مرور بضع دقائق تدق ساعة الطبيب:
حان الآن والأوان لتناول الغذاء!!!
البريء يغط في سبات عميق وجسده أيضاً مسترخي تماماً ونائم...... لكن الأم الفهيمة ستتبع تعليمات الطبيب الآن وتوقظ الصغير وتكدّر عليه صفو راحته.....
بهذا وللمرة الثانية، تدمّر وتحطم نغمات وإيقاع حركة جسده بالتدريج....

إن الذي حدث للطفل سيجعله مشتتاً عاطفياً وفكرياً، لا يعرف ماذا يريد جسده ولا يقدر أن يتجاوب معه... لا يعرف أبداً حاجته الحقيقية... هل يريد أن يأكل أم لا... هل يريد أن ينام... أن وأن وأن....
فقد الإحساس بالجسد لأن الفكر دخل، وذهبت فطرة الجسد الطبيعية الحكيمة... اللهاية تلهي الطفل وتنوّمه، والمنبّه يوقظه ويطعمه... وزال المؤقت والساعة الداخلية المتناغمة مع الحاجة الملائمة...

هذا الإنسان المشتت لا يعرف إذا كان يريد أن يأكل أم لا....
لا يعرف ما إذا كان يريد أن يرقص الحب أم لا....
صار كل عمل يقوم به لا يقوم هو به، بل عبارة عن ردة فعل على الأشياء التي يراها أمامه... وهذا هو الرجل الآلي الذي يعتقد أنه إنسان...
ينظر إلى فيديو كليب الفضائيات والمجلات الإباحية فيشعر أنه يمارس الحب!!
هذه هي قمة الغباء.... الذي يحدث ما هو إلا إشارات يرسلها الفكر الذي تحكّم واستحكم، لتتحول المشاعر والعواطف إلى أشياء يتحكم بها الفكر لا تنبع من نبع الجسد...

الحب عندها سيكون مجرد تهيج وانفعال في المشاعر... لا شيء أكثر من عطسة مؤقتة... كبت وفلت واستفراغ وليس حب...

كيف للحب أن يحدث من الفكر؟؟
الفكر لا يعرف شيئاً عن الحب... بل يعرف كل شيء عن الحرب...

أصبح الحب في حياتنا مجرد أداء واجب والتزام... عندك زوجة وعندكِ زوج ولديكما الرخصة لممارسة الحب، لكن لأنه أصبح مجرد أداء واجب، فكل منكما وفي كل ليلة يعيش فيها هذا الحب سطحياً من الخارج دون فهم أو إدراك لمعانيه السامية....
دون الوصول للغاية الأسمى من الحب وهي النشوة التي تصل الإنسان بالجذور والأصول....

لقد غابت العفوية والعذرية والبتولية.... ليحل مكانها شعور القلق والانزعاج وعدم الرضا عن هذه العلاقة المهرية...

تشعر بعدم الاكتفاء فتنظر إلى امرأة أخرى، والجارة والسكرتيرة حاضرة!!!... تبدأ تفكر بالمنطق وتطلق العنان للفكر أن يبحر أكثر وأكثر ويسأل:
قد تكون هذه المرأة ليست المرأة المناسبة لي.... ليست رفيقة دربي ولا حبيبة قلبي... لسنا مخلوقان لأجل بعضنا لأنها لا تثيرني ولا تجذبني ولا تحبّني....

المشكلة ليست في المرأة ولا في الرجل....
المشكلة هي ابتعادك عن جسدك وابتعادها عن جسدها.

لو كان الناس قريبين ومحبّين لأجسادهم، فلن يفوّت أي أحد جمال تلك النشوة، لحظة ولمحة كوميض خفيف من النور الإلهي يأتي من أبعد الأبعاد عبر هذه الرعشة التي تتجاوز الأجساد...

وهذه أولى التجليات والآيات التي تهبط في قلبك، لتستهل بعدها البركات...

الفكر ماكر ولئيم، الجسد عفوي وحكيم...
تعمّق في جسدك، وفي زوايا هذا المعبد تجد الروح والخفايا...

من أجل هذا اسمع جسدك بصمت وإصغاء...
شاهد نبضات القلب بحب وصفاء....
استمع لألمه وعذابه، استمع لحبه وفرحه....
استمع إلى نداءات الوجود التي تتعالى في أعماقه والأصوات السعيدة التي تناديك...
استمع له وكن مطيعاً له واتبعه... لن يقودك للشر بل سيقودك للخير وحسن التدبير والمصير...


منقول

SALUTATION
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيدرا




عدد الرسائل : 74
تاريخ التسجيل : 24/03/2007

أصغي للجسد Empty
مُساهمةموضوع: رد: أصغي للجسد   أصغي للجسد Icon_minitimeالخميس يونيو 21, 2007 1:00 pm

شكرا لمل تقدمه من موضيع جميلة ورائعة ومميزة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mmm بنت الجبل

mmm بنت الجبل


عدد الرسائل : 418
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 13/05/2007

أصغي للجسد Empty
مُساهمةموضوع: رد: أصغي للجسد   أصغي للجسد Icon_minitimeالسبت يونيو 23, 2007 2:59 am

الله يعطيك العافية فعلا موضوع مميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Lamis
مشرف
Lamis


عدد الرسائل : 411
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 26/03/2007

أصغي للجسد Empty
مُساهمةموضوع: رد: أصغي للجسد   أصغي للجسد Icon_minitimeالسبت يونيو 23, 2007 8:15 am

kaiser الغالي...

لا أجد أبجدية في العالم تصف روعة موضوعك

سلمت أناملك بكل ما خطت من حروف

وبكل ما نسجت من مواضيع رائعة

تقبل مروري المتواضع وأطيب الأمنيات

دمت بكل الود والمحبة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
CHEEKO

CHEEKO


عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2007

أصغي للجسد Empty
مُساهمةموضوع: رد: أصغي للجسد   أصغي للجسد Icon_minitimeالسبت يونيو 23, 2007 10:54 am

شكرا أم اللول

هذا أكثر من حقي


SALUTATION
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
CHEEKO

CHEEKO


عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 03/05/2007

أصغي للجسد Empty
مُساهمةموضوع: رد: أصغي للجسد   أصغي للجسد Icon_minitimeالسبت يونيو 23, 2007 10:55 am

شكرا mmm
شكرا سيدرا


SALUTATION
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أصغي للجسد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
انوار السويداء :: الساحة العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: