جريمة كاملة

سقط في الزجاجة، خوفا من طريق لا يرى نهايته،
قرر شيئا ما، خطط لجريمته، ثم سرق مسدس جاره،
ركب سيارته متجها صوب الصحراء، وعندما بلغ مشارفها
ركن السيارة على جانب الطريق، وأخرج كيسا طويلا
جره بعيدا عن الطريق اتجاه امتداد الكثبان الرملية،
سحب مجرفة من الكيس ، ثم حفرا قبرا عميقا،
رمي الكيس فيه، قفز الى وسطه يقيس عمقه، استلقى
في قعره. لبس الكيس، ثم حدث نفسه بفرح: جهزت المكان.
من جيبه أخرج المسدس ، ألصق فوهته على صدغة،
ثم أطلق... خواء المكان ردد دوي الرصاصة لثواني.
رياح المساء حين هبت، طمرت الحفرة وأخفت آثار الجريمة،
كما خطط لها...

صباحا، استيقظ من نومه متأخرا عن العمل، وهو يتحسس
رأسه، حمد الله أنه مازال في مكانه، دون ثقوب، شرب قهوته ،
ثم إنطلق مسرعا ، طريق الصحراء طويل، ممل، لا أثر للحياة
فيه، ورياح رملية تطغى على المكان، لم يعد يرى شيئا،
فانحرفت السيارة، وانقلبت عدة مرات... صحى من
غفوته الغريبة، على صوت الهواء يعبث بحديد الباب المتهالك ،
حاول تحريك كتفه، لكنه شعر بجسم معدني يخترقه، الزجاج
المكسور يدخل هواء الجحيم، و الرمال، نظر حوله ، متفحصا
الخراب بألم، كان الدم عند كل التفاتة، يخرج دفقا من رقبته،
شعور بالعطش، اجتاح فمه المعفر بالرمال، الاحساس صار يمتد
ليشمل أطرافه، فَيَصلُبها، ويحتل خافقة، فيوقفه.

ولكنه لم يتألم
فقد مات منذ زمن
منذ ان سمح لنفسه أن تشبه هذه الصحراء القاحلة
منذ ان توقف عن الحلم بشعرها الطويل
وضحكتها الرقيقة
منذ أن غادرت دمشق احلامه
ولم يعد يحن لمقاهيها وصوت الاراكيل
ورائحة ياسمينها
ومنذ أن سمح للقدر أن يسيطر على حياته ويبعده عن اصدقائه
ومنذ...........
ومنذ................

luma كتب:

ولكنه لم يتألم
فقد مات منذ زمن
منذ ان سمح لنفسه أن تشبه هذه الصحراء القاحلة
منذ ان توقف عن الحلم بشعرها الطويل
وضحكتها الرقيقة
منذ أن غادرت دمشق احلامه
ولم يعد يحن لمقاهيها وصوت الاراكيل
ورائحة ياسمينها
ومنذ أن سمح للقدر أن يسيطر على حياته ويبعده عن اصدقائه
ومنذ...........
ومنذ................

لمى
أعتقد أن نفوسنا لا تنبت الا الشوك
رغم مرور قطار الفرح الذي لم نتعود صعوده
دمشق لم تغادرة، بقيت في زاوية قصية من خافقه
ومازالت رائحة الياسمين معشعشة في ثناياه

غصون زيتون كتب:

الوحدة ...هي التي تملك جميع الأسلحة ... فنخرّّّّ صريعين أمام جبروتها !

هي جريمة كاملة في حق حياته التي صارت كوابيسا من وحي الغربة !

اكمل يا صديقي ....
فأنا أشعر بأن الجريمة لاتزال تحدث

أشكرك

ألا يقولون عفوا أن الوحدة قاتله
ربما ترتكب الجريمة بحق النفس عندما نستسلم
لسلبية الوحدة ووحشة الطريق، فترسم خيالاتنا
قصصا، نحققها بالواقع عن قصد أو غير قصد
كما يقول فرويد: أن وسائل الدفاع عن النفس
تظهر المكبوت بطرق كزلات اللسان أو القلم أو الحلم.

زجاج محطم سقط امامع عينيه .....


راى من خلاله قطرة مطر و رقصة غجرية ........


اسند راسه المتهالك و ابتسم ,,,,,,,,

و رياح الصحراء تعصف من حوله

الصديق طيف
هذه الحصاة تعكر بحرا

همسة الربيع
هو خدر الموت اللذيذ إذا