أيها الحاذف التفاصيل ، الملون للوجود بصبغة واحدة، ما أجملك ! أيها الحاذف الذي لا يحسن قراءة السطور وما بينها ! ما أروعك
عتب أرفعه الى مقام الحاذف.
منذ خمسة آلف سنه ونيف، كتبت على ورق البردي رسالة لم تقرأها جيدا، ولم تستمع لها كما يجب فمزقتها لأنها مست خوفك ، وبعد ألفي عام كتبت على الرُقم حكمة لكنك كسرت كل أحجاري، بحجة أنها لا تناسب مكتبتك المقدسة ، وبعد قرون طويلة كتبت علي الورق كتبا كثيرة لكنك رميتها في دجلة فاصطبغ الدهر بلون طغيانك، وبعد عدة قرون أخرى تمّ إختراع الأنترنت فكتبت قصة صغير من وحي الواقع بعنوان (فساء جلال) لكنك قمت بحذفة لمجرد العنوان
والشكل فقد كنت أتمنى أن تكلف نفسك مرة بقراءة ما بين السطور ، لكن لا تحزن فجلال سيبقى على وضعه، ونحن سنبقى في العراء البارد نحرق كتب أحلام أو في صهريج غسان كنفاني الحار...