لست كاتبة .........
تغادر الشمس وتسحب خلفها ذيول اللهب المحيط بأرجاء الفضاء ...........
وتطل الظلمة بحليها لتسكن السماء ........
يغادر من حولي واحدا تلو الأخر حتى أمسي وحيدة لا أنيس ولا قريب ......
أجلس مستمعة لنقيق الضفادع .... وصريخ الصمت في ليل الوحدة ....
أنظر حولي أبحث عمّن يلتهم ذلك الصريخ المتآكل في الحناجر ........
أبحث في زوايا داري ....... بين أحشاء وسائدي ............. خلف مساندي .......
أفتح خزانتي ........
أفتّش في جيوب ملابسي .......
أنزع غطاء الوحدة عن نفسي فأجد من يسامرني ليلي .....
أمسك به بكلتا يدي ...... أفتله أنزع غطاءه ثم أعيده ......
أجلب دفتري ذو الصفحات المليئة بالطلاسم .......
أكتب وحدي على أحدى الصفحات المتبقية ........
ثم أرسم حولها شخصين .......
وأرسم حياتي بينهما ......
لا ......بل يجب أن تستقل حياتي بإحدى زوايا الصفحة .....
أخطّها أعلى الصفحة .......
وأبدأ بتعبئتها فأرسم أشخاص و أشخاص .......
وأكتب كلمة خلف كلمة .....
أخطّ اسمي... ألوّنه ..
أمحي صمتي وأكلمّه ....
أتلاعب بأثير ليلي فأتغلّب عليه .......
حتى يملأ دفتري بذكرى أكتبها مع ليلي ........
أغلقه وأعيده إلى مكمنه ......
أعانق ليلي وأغفى بحضه ......
وهكذا حتى أستيقظ فأجد نفسي ممسكة بجدائل النهار .....
أتلاعب بها كما يتلاعب الطفل الرضيع بجدائل أمه ......
أنهض مسرعة فأمحي آثار البارحة وأحاول بناء الغد .......