لم أزل أكتب لك ، أبعدك خلف الأرقام الكثيرة .. كي تبقى بعيداً بعيداً ..
على الرغم من أنه وحدك يفهم كيفية ترتيبي ..
وصفوف حياتي .. وأنت .. !
أعرف أنني أثير الربكة في غيابي وحضوري الغريب .. لقلبك ..
السبيل إليك الآن يعني هلاكي ، وأنا التي اتشبث جداً جداً جداً بـ عروق قلبك ..
ولا استطيع أن أجعلها تخنقني لـ أموت !
لا أستطيع جعلها مشنقتي .. لا أستطيع أن أجعلها عُليّق ٌ لـ موتي ..
كلما أحن أجمع صوتك القديم الذي أحتفظ به ، وأحشره في أذنيّ حتى ابتسم ..
كلما يتسرب إلى مسمعي نطق اسم كـ اسمك ، أشعر بمعنى أن تكون طبقة الأوزون مثقوبة
ومعنى أن يتسع ثقبها ..
ومعنى أن يختل توزاني ، فأصاب بـ إعياء طويل ..
لماذا وجهك الآن هو مذاق الصبر والسهر ، الناقع بهالات عينيّ المؤرقتين ..
الذي يكون لي أصدقائي ، وحزني ، وطعم الملح في جوفي ، ونكهة الرمان في كلّ ذكرى ..
والذي يصير لي وسادتي وأحلامي ، ويقظتي ، والأرق ..
لم أعد أدري ، أخاف أن أصيبك بذنبي .. إنني مشغولة الفكر على الدوام
كلما استرخيت نبت في أفقي وجهك ، وكلما انشغلت ، صرت ملازمي ، في المهمات أجمع !
لا أملك منك عِتق ، ولا أمل مِنه ..
رغم أن نفسي الآن صافية تماماً .. لم أعد أرغب أن تبقى لأجلي ، أو أن تعود لي ..
صوتك الجديد لم يعد يخلق مفارقة في نبضي ..
لم أعد أفرح بـ سماعه ، كـ دائماً : كأني أول مرة ٍ أستقيه !
كأني أحبّك في كل مرّة من جديد .. كأني أتعرف عليك تواً ..
أبداً ، لقد جعل عينيّ تبرقان قليلاً ، ثم أزهق نومي ..
ولكني أعتدت على نوم ٍ هارب ، وجفن يلملم صورك ثم يبعثرها .. وذاكرة تحتاج أن تُطلق سراحها لأُجن فقط ..
أحتاج أن أُجن ، أنا أكتب اسمك بالخط العريض ، كـ مطلوب سياسي