توفيت السبت الماضي الفنانة هالة شوكت عن عمر يناهز 76 عاما في دار السعادة للمسنين بدمشق .
و في حديث مع سيريانيوز قالت الفنانة منى واصف وهي تبكي وتوقفت عن الكلام عدة مرات من شدة تأثرها : من الصعب جدا أن يفقد الإنسان صديق له في تلك الحياة وهالة كانت صديقة في حياتي الشخصية والمهنية بكل معنى الكلمة وكنت أزورها بشكل منتظم في حياتها الأخيرة في دار السعادة للمسنين التي دخلتها بناء على طلبها وبقيت كذلك حتى فقدت عزيز آخر وهي أختي غادة وبعدها تواصلت معها هاتفيا.
وأضافت واصف: اقترنت علاقتي مع هالة شوكت من خلال ما يسمى بجيل الرواد والذي تمرد على واقعه المتخلف في زمن بدا غريبا ان تقتحم السيدات عالم الفن و هالة شوكت سرها يكمن ليس فقط في جمالها البارز بل في عفويتها و صدقها واختمار التجربة التي عايشتها و امتيازها كان في حجزها مكانا أسيرا في الساحة الفنية و كانت لفتة كريمة من السيدة الاولى أسماء الأسد عندما تكفلت بمصاريفها في دار السعادة للمسنين و تبقى أعمالها المتنوعة المسرحية والدرامية شاهد تجسده الكلمات و الأفواه و يبقى عمل الفنان ناقوسا يذكر به.
اما الفنان "حسام تحسين بك " فقد قال لنا "انها خسارة للفن في سوريا انها إنسانة خلوقة ومحبة لكل من شاركها أعمالها والتي تألقت بها وكانت علامة بارزة في المسرح السوري وخاصة مسرح دريد لحام انه فقدان لعزيز عندما يتوالى شريط الذكريات أتذكر تلك الإنسانة الواثقة من نفسها وهي تعتلي خشبة المسرح سرها يكمن في صدقها وكانت كقوس قزح متعدد الألوان والرغبات".
وهالة شوكت أو "توركان" ذات جذور تركية من مواليد مدينة درعا جنوب دمشق عام 1930، وانتسبت الى نقابة الفنانين عام 1968 بدأت شهرتها مع أول زيارة لها لمصر منتصف الخمسينات من القرن الماضي، حيث أطلق عليها المخرج المصري عاطف سالم اسم هالة شوكت في وقت كان فيه تقليد وجود اسم فني هو السائد آنذاك.
وقضت شوكت أيامها الأخيرة في دار السعادة للمسنين بدمشق بعد ان كانت تقطن في منزل أنيق في حي المزرعة.
وعن أيامها الأخيرة قالت مديرة الدار ميساء شعبان "هالة إنسانة مسالمة تعيش بهدوء تحب من حولها اجتماعية وكانت تفرح بزيارة زملائها وأصدقائها من الفنانين والذين تابعوا زيارتها مثل دريد لحام ، اسعد فضة ، ومنى واصف ، لينا باتع ، ولابد من لفت النظر الى مكتب السيد الرئيس الذي دفع لها نفقات سنة كاملة لكنها توفيت وطلبوا صرف المبلغ على تكاليف وفاتها".
واشتهرت هالة شوكت في الوسط الفني، بعد ان عملت في المسرح السوري بعيد منتصف الخمسينات بقليل، و شاركت في عدد من الأعمال الهامة في المسـرح منها العنب الحامض - ترويض الشرسه - موت بائع جوال - الخجول في القصر - طرطوف - بين ساعة وساعة وتألقت في المسرح مع دريد لحام وخاصة في مسرحية "كاسك يا وطن".
كما أدت في الإذاعة عدد من المسلسلات والبرامج الإذاعية ولها في السـينما 12 فيلم سينمائي - سوري - جزائري - مصري - لبناني سوري مشترك، ولها في التلفزيون مئات السهرات والمسلسلات آخرها مسلسل ليالي الصالحية للمخرج بسام الملا.