مقال مختصر لمحمد قطب وهو دكتوراه في علم النفس
ارجو ان يعود عليكم بشيئ من الفائدة
الطاقة النفسية كلها .. فيما عدا خطوطاً قليلة جداً .. محايدة بين الخير والشر. لا لون لها في ذاتها. ولكن التوجيه الذي يقع لها هو الذي يحولها إلى طاقة خيرة أو طاقة شريرة.
هذا تيار من الماء تستطيع أن تحول لرى الأرض واستنبات النبات أو تستطيع أن تغرق به الأرض وتقتل الحياة. هو في الحالة الأولى خير. وفي الحالة الثانية شر. ولكنه هو الماء ذاته في الحالتين. لم تتغير طبيعته. ولكن تغيرت وظيفته.
وهذا تيار من الكهرباء تستطيع أن تضيء به المصابيح هدى ونوراً للناس. وتستطيع أن تصعق به الأحياء. هو في إحدى حالتيه خير وفي الثانية شر. ولكنه هو هو تيار الكهرباء لم يطرأ عليه تغيير.
وكذلك الطاقة النفسية. طاقة محايدة. تصلح أن تستخدمها للخير كما تصلح هي ذاتها أن تستخدمها في الشر. لا تتغير طبيعتها في الحالتين وإنما يتغير التوجيه.
خذ طاقة الجنس. أشر هي في ذاتها أم خير؟
لا شيء من ذلك. إنها طاقة ميكانيكية جسمية توازيها طاقة نفسية تتحرك معها في نفس الاتجاه. وليس الخير أو الشر كامناً في طبيعتها. ولكنك توجهها أنى شئت. توجهها لإحداث النسل، في الطريق التي تتمشى مع أهداف الحياة وتحققها في نظافة فإذا هي خير. . وتوجهها لهدف منقطع عن هدف الحياة، ناشز منحرف، فإذا هي شر. شر تنبغي محاربته
فالقدرة على التفكير طاقة محايدة. ولكنك تستخدمها للنفع العام فهي خيرة، وتستخدمها للإيذاء وإيقاع الضرر فهي شريرة. ولكنها هي في ذاتها من حيث هي نشاط بشري لم تتغير في الحالتين.