يقع متحف السويـداء في الجهة الشمالية مـن محـافظة السويداء الى الشرق من الطريق الرئيسية المؤدية الى موقع قنوات الأثري وقد استقر في هذا الموقع منذ عام 1990 بعد أن كان في بداياته الأولى في الهواء الطلق في الجهة الجنوبية الشرقية من دار الحكومة الحالية وكانت محتوياته قليلة و كان ذلك بين عامي 1923-1925 ,وقد تم نقله بعد ذلك الى أن استقر فترة طويلة ضمن صالة كبيرة (27x13م) ملاصقة لدار الحكومة الحالي * بعد أن أصبحت الحاجة ملحة إليها بعد اكتشاف ألواح فسيفساء في عام 1934 في شهبا و ضرورة نقلها الى مركز المدينة للمحافظة عليها وهكذا الى أن وصل الى مكانه الحالي .
وقد كانت مادة بنائه الأساسية الحجر الأسود البازلتي الذي اشتهرت به محافظة السويداء و قد أحيط بحديقة كبيرة من كافة جوانبه فقد بلغت مساحة العقار التي يقوم فوقها البناء (5200 م2) منها (1550م2) مساحة البناء و (3650م2) مساحة الحدائق الموجودة حوله أما الحديقة فهي تعد بحق متحفا في الهواء الطلق بما تحتويه من منحوتات حجرية و أثرية و هي تحيط بالبناء من كافة جوانبه و تعطيه جمال إضافي ,و تتوسط الحديقة بركة مياه ذات شكل هندسي محاط بمنحوتات حجرية و احدى هذه المنحوتات نحت لقائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش 0
و البناء يتألف من قبو و طابقين **
أما القبو فيتضمن مستودع للآثار ,ملجأ , معمل للتصوير ومعمل فني للتـرميم و تمديدات التـدفئة المـركزية والكهرباء 0
أما الطـابق الأول فيتضمــن مضافــة و قسـم استعلامات وحراسة و قسم جغرافية المحافظة و قاعات عرض المنحوتـات الأثرية 0 والطابق الثاني يضم جـناح إداري بالإضافة الى بعض صالات المعارض المؤقتة و الفنون و التقاليد الشعبية 0
وقد تميز المتحف بالإضافة الى موقعه المتميز المرتفـع المطــل على قسـم كبير مـن المحـافـظة بفــن هــندستــه المعمارية و القبة التي تتوسط البنـاء التي تمنح الإنــارة الطبيعية في الصباح لقسم كبير من قاعات العرض 0
و بالإضافة الى أن المتحف يـعـد صرح حضاري هــام فانه أيضاَ صرح ثقافي و علمي كبير يفتح أبوابه أمام كل راغب بزيارته من الشخص العادي الى العالم و السائح0
و إن أول ما يراه الزائر بعد عبوره المدخل الرئيسي هو بهو الدخول الـذي هو عـــبارة عن قاعة كــبيرة مربعــة الشكل تحتوي على مصاطب مكسوة بالرخام و هي على نمــط المضافـة العـربــيــة الخــاصة بمـحافظة السويداء لاستقبال الضــيوف والـــزوار ويتوسطها مجسم مصغر لــلبناء وبعــد ذلك نـدخل مـباشرة إلى قاعـات العـرض المرتبة وفق التسلسل التاريخي وهي بالتتابع كما يلي:
قسم ما قبل التاريخ والعصور التاريخية الـذي يـتـضمن بعض الواجهات والخزائن التي تحوي نماذج من بعض الـلقى العـائدة لعصـور البـرونز والعـصــر الكـنعـانــي
أما قسم الحياة الاقتصادية والقرى فـيــضم عــددا مــن المنحوتات الحجرية البازلتية التي تمثل أجزاء هامة من منازل ومعابد بناها العرب الأنباط خلال عهود حكمـهم المختلفة منذ القرن الأول ق.م ,كذلك في ظل الاحتلال الروماني لجبل العرب مـنذ بدايـة القرن الثاني الميلادي حـيث تمتعت هـذه البــلاد بنهضة عمرانية و اقتصاديــة
قسم العرب الأنباط وفنهم المحلي الذي يحوي منحوتات خاصة بهذا العصر التي عثر عليها في موقعي السويداء وسيع التي تعود للقرن الأول ق.م والأول الميلادي . ويعتبر فن العرب الأنباط فنا محليا له طابع خاص من حيث النحت و الزخرفة و بخاصة تيجـان الأعمـدة المـزينة بالأشخاص ، و الحيـوانـات الأسطورية و الحقيقية التي اتخذت رموزا للآلهة
قسم الفن النبطي و الروماني الـذي يـتضمن منحوتـات تتعلق بلوازم المعابد النبطية مثل : المذابح , المحاريب
العصر الروماني الـذي يعـرض فيـه مخـتلف العناصر المعمارية و الزخرفية المنحوتة و التي تمثل : خرجات أطناف , عقود ,نقوش كتابية, حيوانات و وحوش
قسم المنحوتات الجنائزية الذي يعرض فيه مجموعة من النصب والشواهد الجنائزية وأبواب القبور . حيث كان القدماء يهتمون بهذا الجانب و يعتـنون بصنع ونحت المقابـر وما يلزمها مـن أماكـن لدفن الموتى
قسم العصر البيزنطي الذي يحتوي على معروضات تمـثل منحوتـات معمارية و زخـارف مـنها ما هــو مزين بصلبان لها أشكال مختلفة :تيجان, أعمدة , قواعد مذابح, و أجران عمادا, بالإضافة لبعض الأواني الفخارية
لحضـارة العربيـة الإسلامية الذي يتضمن بعض المنحوتات البازلتية التي عليها عـدد من الكتابات المنـفذة بالخـط العربي الكـوفي غير المنـقوط التـي يعـود تاريخها الى العصر الأمــوي