و لو بعد حين 000
مات جدي 000
حدث ذلك في يوم بعيد 0 كنت وقتها صغيراً ، عندما عاد أخي الكبير إلى مدرستي 0 دخل الصف و تكلم همساً مع معلمتي0 بدا وحهه غائما و حزيناً 0
المعلمة طلبت مني الذهاب مع أخي 0
و خرجنا أخي و أنا من المدرسة ، قطعنا الطريق المؤدي إلى البيت صامتين0 كان أخي على غير عادته حزينا 0 أدركت أن شيئا ما قد تغير 0 نظرت إليه 0
- ماذا حدث ؟
قال : مات جدنا / و نكّس رأسه و رأيت دمعة سحّت على خده 0
* * *
لم أشعر بالحزن0 ربما كنت صغيرا فلم أتخيل ما قاله لي0 فقط شيء من الانزعاج راودني ، عندما و صلنا البيت ، و شاهدت جموعا كثيرة من الأقارب قد تجمعّت في بيتنا 0
رأيت أمي 0 كانت متشحة بالسواد 0 أمسكت بيدي ، و نظرت إلي ، كانت عيناها صباحات شتاء حزينة 0
- اذهب ودع جدك 0/ همست لي
نظرت من مكاني إليه ممداً في ركن بعيد
-لا أريد 00/صرخت
00 ثم خرجت دون أن ألق عليه نظرة أخيرة 0 لا أدري لماذا ؟ ربما كنت أخاف الموت و الأموات ، لكني أذكر أني كنت منزعجاً ، و أريد أن ينتهي كل شيء بسرعة ، حتى يفرغ البيت و تعود الحياة إلى طبيعتها 0
مضت سنون معدودة 000
و في صبا ح ضبابي حزين أخذ الله وديعته من جدتي الارمل 000
نظرت إليها ممدة بكفنها الأبيض 0 بدا لي أنني أعود من جديد إلى ذلك اليوم البعيد0
تذكرت جدي 0 سمعت طقطقة عصاه و هو قادم كل مساء ، و شاهدته يشذب ذقنه تحت شجرة التوت في " أرض الديار "
و حزنت ، ندمت على يوم وفاته
كيف لم ألق عليه نظرة أخيرة؟ ، و أدركت أني كبرت حقا0
و بكيت 000
سالت دموعي غزيرة 000
بكيت جدتي00 بكيت جدي ، و لو بعد 00 حين 0
منقول
عن قصه ل ادهم سراي الدين
_________________