بالأمس خسرنا اثنين من أعضاء مجلس الشعب وأصيب اثنان آخران إصاباتهم بالغة ومؤذية... الفاجعة حصلت في نفس المصيدة التي تفتك بالمئات سنويا وهي " الاوتوسترادات العامة " .
بغض النظر عن تفاصيل الحادث وحيثياته ومن يتحمل المسؤولية فإننا نكاد نجزم أن الطريق له دور ما في الفاجعة الأليمة .
كم من الأرواح الثمينة فقدنا على طرقاتنا العامة بين حلب وحمص ودمشق بين طرطوس وحمص وبين الرقة والسويداء وحل وكم عقدنا من المؤتمرات والندوات وأصدرنا الخطط والاستراتيجيات للحد من الحوادث ولتطوير واقع الطرق العامة , ولكن ماحصل لم يكن سوى إصلاحات وصيانة دورية , ويبقى الطريق هو , لأتوسع ولاحارات أضافية ولاحمايات ولا رقابة حقيقية على الطرقات ولاسيما للشاحنات أو السرعات العالية أو حماية جنيات الطرق ووضع ضوابط لاستخدام الطرقات الفرعية والجانبية .
سنوات ونحن نسمع بالتوجه لإقامة طرقات سريعة بنظام BOT ومازال الأمر في مرحلة الدراسات الأولية ولاندري كم من السنوات ستمر لتبصر النور .
أن للطرقات وظائف متعددة اقتصادية وخدمية ولكن من المؤكد أنها لم تصمم لتكون مصيدة لأرواح البشر .
قد يقول قائل من أين تأتي بتمويل لمشروعات الطرقات المكلفة ؟
ونحن نقول إذا احتسبنا كم صرف الوطن على أبنائه الذين هم أساسا أثمن من أي مال فسنجد أن أي مبالغ تنفق لحماية أرواح الناس ليست خسارة بل حتى في المنطق الاقتصادية فان الطرقات ذات المواصفات الدولية لها انعكاس اقتصاديي يفوق ما يتمر صرفه عليها من أموال .
قد لايكون من خسرناهم بداية السلسلة ولا نهايتها ولكن مع دعاء الرحمة لمن توفوا وتمنياتنا بالشفاء لمن نجوا , نقول لتكن هذه الفاجعة مناسبة لوقفة مع واقع طرقاتنا العامة يشارك فيها مجلس الشعب الذي خسر بعض طاقاته مع الحكومة وبقية الجهات لفعل شيء لحماية أرواح المواطنين .