| أحـــــــــــلام ضـــــــائــعــــة ( قصة فصيرة ) | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
حلم
عدد الرسائل : 50 تاريخ التسجيل : 13/06/2007
| موضوع: أحـــــــــــلام ضـــــــائــعــــة ( قصة فصيرة ) الخميس يونيو 14, 2007 1:41 pm | |
| لو أمطرت السماء نجومها وإمتنعت الرياح عن الهبوب لن أكون لسواك بهذه الكلمات ألتي أطلقتها أحلام حين قطعت عهداً على نفسها أمام فادي . نعم هما حبيبان من أيام الدراسة الأولى ربما قبل أن يولد الحب بالنسبة لهما ،ولكن الألفة التي جمعتهما ربما هي التي تطورت وأصبحت حباً جارفاً. فادي شاب مكافح لم تسعفه الظروف على إكمال تعليمه . عدة أمور منعته من ذلك، رفاق السوء،أهماله،وسوء الحالة المادية، وعدم اهتمام الأهل، كلُّ هذه الأمور كانت السبب. ولكن هذا كله لم يمنع أحلام من التحليق في عوالم الحب، واطيافه الوردية، وخاصة انَّ فادي شاب وسيم وحلو المعشر، ويحبها وعدته بالانتظار، والوفاء مهما طال الزمن. . وفي غفلة من الزمن كان لزاماً على فادي أن يؤدي الواجب، الواجب المقدس الا وهو خدمة العلم الالزامية ودع فادي أحلامه ذات مساء وإستحلفها أن تكتب له كل يوم ، وبكت بين يديه بكاء مرَّا، وغمرته بحنان لا مثيل له قائلة: لن اتخلى عنك(أقسم) مهما طال البعاد، كلها عامان وتعود،لا تخشى شيئاً، مسح دموعها بمنديل وخبأه قرب قلبه، ومشى... ما به لماذا تملكه شعور غريب، خفق قلبه بشدة وكأنه ادرك أنَّ هذا الوداع قد يكون الوداع الأخير,تدحرجت دمعة حارقة على خده نكَّس رأسة بحزن وتابع سيره. تذكر لهفتها الشديدة عليه ترى هل هي ايضا انتابها نفس الأحساس، لا لا لا لن يدع هذه الأفكار السوداء تدخل رأسه، هو لأحلام وأحلام لن تكون لغيره، كان فادي يزورها عندما تسمح له ظروفه المادية وإجازاته حيث أنه لم يأتي في عامه الأول سوى مرتين ليجدد العهد والمواعيد وينتظر إنهاء المدة المقررة ليعود لأحلامه وليكملا الطريق الذي رسماه معاً، في إجازته الثالثة وصل فادي الى البيت ، قبل رأس أمه وطلب رضاها وأحب على يد والده وبدت عليه العجلة وهو يستحم ويبدل ملابسه وكأنه يسابق الوقت . إلى أين يا ولدي؟ لم تسترح من عناء السفر بعد، لم أكحل عيني بك ، ابق قليلا يا فادي، أرجوك لا تذهب الان .. كان صوت والدته يشوبه الحزن، كانت تعلم ما يدور في الخفاء، ومشفقة عليه من سماع الخبر، فهي تعلم شدة حبه لاحلام، ومدركة حجم المعاناة التي سيتعرض لها. ذاهب لأصدقائي يا أمي ، قالها على عجل وهو يبتسم من أعماقه لأنه يخفي سراً لذيذاً .. وكان يجهز احلى الكلام ليسمعها اياه، حاولت والدته أن تمنعه من الذهاب بشتى السبل ، إستنبطت كل الوسائل دون جدوى. كروم العنب.. أشجار اللوز.. الوردة الجوريه التي هناك في أحد أركان البستان، الدرب المؤدي إلى منزلها يكاد يذكر كل ذرة تراب موجودةهناك.. لم يسمع ما كانت والدته تقوله ، كان يفكر فقط كيف سيلتقيها، وكيف يلقي على مسامعها همسه المشتاق, وقصائده التي كتبها لها.. ابتسم وقال لأمه، بركتك يا ست الحبايب فقط ادعي لي، إدعي لي يا أمي وخرج دون أن ينظر خلفه. فادي شاب مهذب تربطه علاقة حميمة مع أخيها ، قد تكون صداقة مصلحة ، كل الذين يعرفونهم يقولون هذا ، حيث فارق السن باد ٍللجميع. شرب القهوة وهو ينتظر ان تهل أحلامه عليهم كعادتها.. كيف كانت تعلم بوجوده لا أحد يعلم ، لكنها لم تأتي هذه المرة ولم يشعر بنكهة الشاي الذي كان يشربه سابقاً . جال في باله ما قالته والدته ، سأل نفسه لماذا كانت تريد أن تستوقفني ، هناك سر . ساعة وبعض الساعة ولم تظهر أحلام ، بدى القلق عليه لم يعد يجلس بإرتياح ، أصبح ذهنه شارداً، يسأله أخيها عن حاله لا يجيب ، ها نعم نعم بخير الحمد لله ، إجابات مقتضبة لابد لي أن أسأل فليس من العدل أن أبقى محتاراً هكذا . هل أعود إلى المنزل وأسال أمي ، لا لا سأسأله هو ماذا سيحصل ، لا بد لي أن أعرف أخبارها ، شيء ما قد حصل.. ما اخبار الاهل ؟ إنشالله الجميع بخير ؟ نعم جميعهم بخير .ماذا بعد ، لم أعرف شيء عن أحلام ، هل أسأله بشكل مباشر ، ولكن لا لايجوز هذا. اين والدك ووالدتك ؟ موجودان هنا ؟ نعم الجميع هنا إلا أحلام. نعم أحلام! خير إنشالله أين هي أحلام ؟ آه صحيح أنت لا تعلم نعم نعم لم تكن موجوداً ولم تحضر حفل الزفاف. . زفاف؟ ايُّ زفاف؟ ! زفاف من؟ مالك زفاف أحلام ! أحلام تزوجت!! ؟ نعم زوجناها لشاب يقيم في فنزويلا. . فنزويلا!!!؟ أجننتم .. ليس فيكم أي عاقل. دون أن وعي منه خاطب أخيها بهذه الطريقة ، كان يريد أن يفقيء عينيه ويجتث لسانه الذي نطق بهذا الكلام . وثب واقفاً وخرج من المنزل دون أن ينبس ببنت شفة. الجو مغبراً بعض الشيء والشمس تنسحب هابطة خلف الأفق ، شفق أحمر يلون السماء من الغرب ، الجو مكفهر بشكل عام يشبه إلى حد ما مزاج فادي العكر ، لم تعد البلدة تتسع له ، هام في شوارعها ، زار كل الأماكن التي له ذكريات بها ، نزلت من عينيه دمعتان غاليتان مسحهما بسبابته وزفر أنفاساً حارة ، كاد أن يصرخ ليسمع صوته للعالم بأسره . تجاوزت الساعة منتصف الليل بقليل عندما عاد للبيت ليجد أمه في إنتظاره والقلق بادٍ عليها.. إستقبلته بلهفة أم تعرف ماذا جرى.. نادته فادي : تعال إلى صدري يا ولدي ، أردت أن أخبرك كي لا تتألم لم تمنحني الفرصة . أكنتِ تعلمين يا أمي ؟ سألها؟ .نعم يا عمري كنت أعرف بقصتك من بدايتها ، وكنت سعيدة لسعادتك وأنتظر اليوم الذي تنهي به واجبك الوطني أكثر منك ، كنت مثلك أحلم بأنها ستصبح ( كنَّتي ) نعم يا ولدي كل هذا وأكثر ،ولكن ماذا نقول للنصيب. لا يا أمي لقد خدعتني كذبت علي ، مزيداً من الغصة في حلقه، ولا يعرف ماذا يفعل , خدعتني يا أمي ، نكثت بكل المواثيق التي بيننا. لا ياإبني لا تظلمها , أحلام مازالت طفلة على أي حال ، لقد خدعوها نعم خدعوها أهلها وصديقاتها ، قالوا لها إنه شاب وسيم لديه الكثير من المال وستحقق كل ما تتمناه ، الذهب والمنزل الفخم والرفاهية ، قالوا لها هذه فنزويلا ، أشعلو تفكيرها وعقلها اليافع بالكلام ، قالو لها لن يدوم الحب مع الفقر فهما ضدان ، والسعادة تأتي مع المال مع العز والرفاهية . أرغموها إذا على القبول!! لا ياعمري لم يرغموها على شيء ، ولكنهم زينوا لها الامور وأقنعوها بالقبول ، فوضعهم المادي أنت تعرفه ، كانوا مقتنعين بأن زواج أحلام من هذا الشاب سوف ينقذهم وينتشلهم من الفقر . واقتنعت أحلام على مضض.. نظرت اليه بحنان باك.. قالت له بصوتها الملائكي, لا تغضب يا غالي سوف أزوجك بأحسن منها ، أقسم لك على ذلك. حاولت والدته تهدئته بهذه العبارات ، فقلب الأم يكاد ينفطر على ولدها .. لكن فادي لم يستوعب هذا الكلام ولم يستوعب ما جرى أصلاً . لا أعرف كيف قضى ليلته تلك ،ولكني أعرف أنه لم يغمض له جفن إلى أن أشرقت الشمس، ودع أمه وعاد من حيث أتى . امي هذه البلدة لم تعد تسعني أشعر إنني في سجن ومغلول الأيدي ، إدعي لي يا أمي أن يخفف الله عني بعض الشيء .. لا تنسيني من دعواتك هي وحدها القادرة على تخفيف المي..عبث حاولت أمه أن تثنيه عمَّا عزم عليه ولكنه رفض وأصر على الرحيل.. أيام أسابيع شهور مرت وهو لم يستوعب ما جرى ، كان يطمئن أهله عنه بالرسائل وبواسطة زملاء له , هم يعلمون أنه بخير ولا شيء غير ذلك. سنة ونصف السنة وأنهى فادي إلتزامه وأنهى خدمة العلم وعاد إلى البلدة . في طريق العودة جلس بجانب فادي في الحافلة أحد أهالي البلدة وبدأا يتبادلان أطراف الحديث ، كان فادي قد قرر في نفسه أنه من باعك لا يستحق التفكير به وأحلام قد باعته بالرخيص ولو كان الثمن ذهب الدنيا كله فهو رخيص فلا قيمة لأي شيء يشرى بالمال، فهي لا تستحق أن يدمر عمره من أجلها . همس من كان بجانبه هل ستعود لحبك القديم ؟ التفت فادي بذهول وقال: لا أفهم . قال له أحلام ؟أي أحلام؟ لا تتظاهر بالغباء!فالكل يعرف ما كان بينكم من إستلطاف . صحيح أنا لا أفهم شيئاً ولكن إن كنت تقصد أحلام ، فكل شيء إنتهى بالنسبة لي ، بالإضافة لذلك هي تزوجت وخلص.هاهاها ضحك الرجل ضحكة ساخرة ، لا لقد عادت ! من التي عادت ؟ أحلام ، ماذا تقول يارجل؟ قاطعه الرجل قائلا في نبرة الواثق، نعم أخي فادي لقد عادت، أنت لم تأتي منذ فترة إلى البلدة ولكن أحلام عادت لم تكمل الستة أشهر ، عادت مكسورة الخاطر مهيضة الجناح يا ولداه. كيف هذا ؟ هل مات زوجها ؟ هل وهل وهل ؟ كثير من الأسئلة تواردت على مخيلته المتعبة ! ياريت ، أجابه الرجل لو ذلك حصل كان أهون ألف مرة . اثرت فضولي يا رجل تكلم أرجوك ماذا حصل؟ نعم أخي فادي بعد وصولها إلى فنزويلا أدركت أنَّ عريس الغفلة ليس سويا..ً فهو يشكو من بعض التخلف البسيط ، وبالإضافة إلى ذلك فهو متزوج من تلك البلاد.. لقد خدعها أخفى عنها كل شيء ، أو قل أهله من خدعها ،هذا يا سيدي أمه تريد أن تزوجه وترى ضناه باي ثمن فقد إشترت له زوجة وضربت بعرض الحائط بكل القيم والأعراف والتقاليد وحتى المشاعر الإنسانية، وتخلفنا هذا جعل من أحلام سلعة بيعت بسوق النخاسة . وكيف عادت ؟ سأل فادي ، نعم هم لايريدون لها العودة لولا إن الله بجانب الغلبان دائماَ ، فقد يسر لها أحد أبناء الجالية الكرام هناك ، فأنت تعرف لو خليت بليت .فالتجأت إليه وكان ذات شأن بينهم هناك وأستطاع بمساعدة الكرام هناك من تخليصها من تلك العائلة وتحصيل حقها الشرعي وتسفيرها إلى أهلها. أحلام هنا إذا منذ أكثر من سنة وأنا لا أعلم ، تسائل بينه وبين نفسه، لكنه اخفى مشاعره عن صديقه، إلا شيئا السعادة التي غمرته وظهرت على وجهه المتعب ،ولكنه لم يستطع أن يمنع أفكاره من السفر إليها ، ماذا سيفعل الان ؟ كيف سيتصرف هل سيراها؟ هل سيكلمها ؟ أمن الممكن أن يعود الحب لسابق عهده؟ أم تلك كانت إبتسامة شماتة ؟ لا ابداً فادي شاب طيب القلب فهو يتألم من أعماقه لألامها. وصل فادي إلى البيت جلس منزوياً يدخن بشراهة ماذا سيفعل كيف سيتصرف . أخيراً بعد عناء إتخذ قراره وقضي الامر . أنا لن أعود إليها ولن أتزوجها مهما حصل ، وبتفكير الرجل الشرقي قال لنفسه : أنا لن أرضا أن أكون شريك لأحد . ربما كان قراراً مجحفاً بحق أحلام حيث أنها لم تكن صاحبة القرار، ولكن بالنسبة له ما فات مات إنه رجل جديد. ربما إلتقاها بالصدفة مرة أو مرتين وفي مناسبات عامة لكنه لم يكلمها رغم محاولاتها المتكررة كان لقاء واحد فقط بدأ بالعتاب وأنتهى بالصراخ وكل منهما اتخذ طريق مغاير للأخر. مرت الأيام ويحصل فادي على فرصة عمل في الإمارات العربية ، وجد بها فكرة جيدة للتخلص من تلك الدوامة التي هو فيها . سافر فادي وصل الإمارات وبدأ رحلة البحث عن عمل ، وعانا ما عاناه من التعب، والإرهاق، والفقر، وضيق ذات اليد ، وهذه وحدها قصة وحكاية . بعد سنتين من التعب عاد فادي إلى البلدة في إجازة وقرر أن يتزوج . وتزوج(فادي) من فتاة ذات خلق رفيع ومن مستواه الإجتماعي ومن الممكن أن يتفاهما على المضي بهذه الحياة . وفي تلك الفترة كانت أحلام قد قطعت الأمل فتزوجت أيضاً وعاش كل منهما في مكان بعيد عن الأخر . عاد فادي على الإمارات وكان يعود بزيارات إلى بلدته بين الفينة والأخرى ، ولكن القدر لن يتركه لحاله فقد أصر أن ينكأ له جراحه التي كادت أن تلتأم . عشرون عاماً طويلة مرت وفادي يقطع المسافات ذهاباً وإياباً في زيارات متكررة لأسرته حتى كان يوم الأربعاء إستيقض فادي من نومه على أغنيه عبر هاتفه الجوال، وبدون إنتباه و تدقيق للرقم الذي تأكد أنه لا يعرفه من قبل وبصوت نصفه نائم ، الو ؟ صوت نسائي من الجهة الأخرى ، مساء الخير ، اهلاً بدون إهتمام حيث ما زال النعاس له مكان في عينيه ، فادي ؟ نعم من المتكلم ؟ لم تعرفني ؟ الحقيقة لا ! الم يمر هذا الصوت عبر أسماعك من قبل ؟ ربما ولكني لا أذكر العتب على النظر ، (هكذا أجاب بتهكم ) فكِّر قليلاً ، إرجع بذاكرتك للخلف قليلاً ، إسمعي : لقد أيقضتني من النوم ، إذا كان عندك شيء تريدين قوله فلك بعض الوقت ، وإن لا فإني سأعتذر منك سوف أغلق الهاتف . لا لا أرجوك فأنا عانيت الكثير حتى حصلت على رقمك ،من الممكن أني أزعجتك ، أقدم إعتذاري إذا أنت تعرفينني ؟ وأنتَ تعرفني أيضاً وليست أي معرفة . إنتفض فادي من مكانه وكان شيء ما هز كيانه أو أن أفعى في سريره ، لا لا لا يمكن معقول ؟ أحس بشيء غير عادي ، ولكنه تظاهر بالهدوء وتابع تهكمه ، فقد تكون معاكسة من إحداهن ، ماشاء الله واثقة من كلامك ، ولكني ما عرفتك فهل سندخل في الأحاجي . لا ابداً سأخبرك ولكن ما دمت نائم فلن تستوعبني أكيد. لا لا لاتأبهي لذلك فقد أخرجتي النوم من عيناي وأثرتِ فضولي حقيقةً ، فهل لي أن أعرف من أنت ِ ؟ هل أعصابك جامدة ؟ أذاهبان لمعركة؟ قولي وخلصيني . أنا أحلام ..أهلاً وسهلاً نعم يا أحلام ، كيف أستطيع أن أخدمك . فادي لم يدرك من هي أحلام فحبه قد مضى عليه زمن طويل ، وذهب بكثير من الذكريات . أقول لك أنا أحلام . نعم فهمت هذا أنتِ أحلام ، ماذا تريدين ؟ فادي : أيعقل أن لا تتذكرني لا تذكر أحلام حبك القديم ، عشرون عاماً يا فادي لم تغب عن بالي لحظة واحدة كل الذي كان كأنه ما ثل أمامي الأن ، لا أعتقد أنك نسيت كروم العنب هل نسيت الوردة الجورية يا فادي هل نسيتها ، فادي تسمعني فادي ألو . كان فادي يرتجف فقد جف الدم في عروقه وتجمدت يده التي تمسك بالهاتف وفغر فاه ولم ينبس ببنت شفة . وما زالت أحلام في الجهة المقابلة تحاول إيقاظ فادي من ذهوله دون جدوى ، فقد قطع الإتصال. مسكين فادي ذلك الإنسان البسيط لا يعنيه شيء بالعالم سوى عمله وعائلته . لا يأبه كثيراً لما يدور بالعالم الخارجي ولا تعنيه أخر تقليعات العصر والأن عشرون عاماً كان قد تجاوزها بشق النفس تعود ما ثلة أمام عيناه كأنها كانت البارحة فقط بكل ذكرياتها بحلوها ومرها ومأساتها، بدى فادي كمن ضرب على رأسه يدور حول نفسه لا يفقه شيئاًمما يجري ، ماذا يفعل كيف سيتصرف ، قضى ما تبقى من يومه شبه فاقد للذاكرة . هل أنا في حلم ، ولكنه صوتها، نعم صوتها، أنا لا أتوه عنه ، ما الذي أتى بها إلى هنا ؟ كيف وصلت إلى هذه البلاد ؟لماذا يصر القدر على مداعبتى بهذا الشكل السخيف؟بعد كل هذه السنين لماذا ؟ لماذا؟ الساعة الثامنة والنصف صباحاً اليوم التالي، نفس الرقم ونفس الصوت ، فادي : أنا أحلام، أتسمعني يا فادي؟؟اجابها وهو يرتعش، محاولا الظهور بمظهر اللامبالي،ما ذا تريدين؟؟ بالله عليكي كفي عني ، من أين أتيتِ؟كيف وصلت إلى هنا ؟كيف عرفتي طريقي؟ قاطعته قائلة:أمهلني قليلاً ستعرف كل شيء ، أريد أن أراك ،أريد رؤيتك، لا.... صرخ فادي كمن تلقى طعنة مؤلمة في صدره لا... مستحيل ،هدأ قليلا وأجاب ليس قبل أن أعرف من أين أتيتِ؟ ألستِ متزوجة!!! ؟ نعم أنا متزوجة ولكن أخي دعاني لزيارته هنا في الإمارات ، وزوجك وأولادك ؟ لا ليس عندي أولاد.. وزوجي هناك في عمله ، ماذا تريدين الان ؟ أريد أن اراك ، لا هذا مستحيل ، إسمعي أنتِ تعلمين بأني رجل متزوج ولي عائلة أقدرها وأحترمها ولا أريد أن أفتح مواضيع أقفلتها منذ زمن لو سمحت إذهبي عني ، فأنا أحب أطفالي ولن أسمح بأذيتهم ولن أسمح لدمعة من عين زوجتي بالنزول بسببي ،إذهبي عني يكفيني ما عانيت بسببك. فادي لا تكابر، أنت ما زلت تحبني.. فادي أنا أشعر بهذا.. فادي أنا لا اريد منك أي شيء أريد أن أراك فقط ولو من بعيد أرجوك فادي حقق لي هذه الأمنية ، سمعت أحلام صوت إقفال الهاتف . مسكين فادي كم عانا، وكم تالم، ومازال الألم يلاحقه .. صراع مرير يدور في رأسه ، تراوده نفسه أحياناً على أن يلبي رغبته الكامنة في أعماقه، ولهفته لرؤيتها التي تلحُّ عليه،ولكنه كان يكبت تلك المشاعر وتلك الرغبة بعنف، وعناد ،فهو لا يريد لجرحه أن يتفتق من جديد كان يحدث نفسه ، لو رأيتها لمرة واحدة قد أدمر عناء سنين ، وقد يصحو حبي من غفوته وأنا لا أريد له ذلك، لا اريد، كمن أقلع عن التدخين فسيجارة واحدة قد تعيده إليه ، لا لا أريد هذا . تكررت إتصالات أحلام ولكن فادي قرر عدم الرد على الهاتف فما أن يشاهد رقمها يغلق الخط فوراً ، نعم لقد عاملها بقسوة شديدة ، لا أدري إن كان يريد الإنتقام منها هل عقله الباطن يريد هذا؟؟ فعلى ما أظن أنه ما زال لها مكان في قلبه ولكنه لا يريد لبابه أن يفتح من جديد. أحلام كانت مصرة على لقاءه فكانت تحاول الإتصال من أرقام متغيرة كل مرة فما كان منه إلا أن ينهي الإتصال فور معرفتها ، ولكن معاناته كانت تزيد يوماً بعد يوم كان يشعر فادي أن كلما طالت إقامتها هنا ومحاولتها الإتصال به ، تقتربه من الإنهيار ، الى متى،الى متى يستطيع أن يصمد فهو بشر من دم ولحم . شهر ونصف الشهر مرت والمحاولات مستمرة من أحلام إلى أن وصلت رسالة قصيرة عبر الهاتف ،كان نصها: لم تكن فادي الذي أعرفه، لا وجود لفادي الشهم، ولا لنبله، ولا لغيرته علي، ربما أنت شخص أخر؟ أيعقل أن أكون بقربك ولا أراك بشرع من هذا؟ قمة القسوة وقمة الإهانة لي ولمشاعري أنا مسافرة يوم الخميس ، حبذا لو مررت أمامي ولو لبرهة في المطار. لا يعلم فادي كيف وصل إلى المطار بالوقت المحدد وقف بعيداً يرقب أحلام من مكان لا تراه، كانت تتلفت حولها وكانها تنتظر معجزة تحصل وظل فادي من بعيد يرقب حتى رأى طائرتها تحلق بالفضاء, لملم جراحه، وما تبقى من شظايا روحة الممزقة، وعانق ذكرياته الدامية، وقرر أن يدفن هذا الحب الى الأبد... .............................* فؤاد الحجار 1 / 7 / 2007 | |
|
| |
diamond مشرف
عدد الرسائل : 357 تاريخ التسجيل : 26/03/2007
| موضوع: رد: أحـــــــــــلام ضـــــــائــعــــة ( قصة فصيرة ) الخميس يونيو 14, 2007 8:19 pm | |
| لقد توقفت مئات الكلمات على اصابعي احاول كتابتها
ولكن القصة كانت اعنف واقوى من اي تعليق يمكن انا اقوله
مسكينه تلك القلوب المحطمه
ولا تعليق اكثر من هذا عندي...ولكن احييك اخي فؤاد | |
|
| |
luma مشرف
عدد الرسائل : 237 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 12/04/2007
| موضوع: رد: أحـــــــــــلام ضـــــــائــعــــة ( قصة فصيرة ) الخميس يونيو 14, 2007 10:25 pm | |
| الصديق فؤاد القصة جميلة جدا ومؤلمة جدا وواقعية جدا فكم يعاني المحبون في بلادنا كما عانى أبطال قصتك وكم تسحق قلوب أمام هذا الواقع المرير ولكن الجميل في فادي الذي رويت لنا عنه انه قرر أن يكمل حياته ويتجاوز الماضي ليعيش الحاضر فهو يدرك أن الماضي وذكرياته الدامية لن تجلب إلا الألم | |
|
| |
رنين الكون
عدد الرسائل : 191 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 04/05/2007
| موضوع: رد: أحـــــــــــلام ضـــــــائــعــــة ( قصة فصيرة ) الجمعة يونيو 15, 2007 11:28 pm | |
| كتبت و أحشائي من الوجد تلتظي....غراما و أجفاني من الشوق تدمع ولي فيك قلب قد أضر به الجفا ...يكاد إذا سكنته يتقطع و عمرت قلبي بالشجون و بالأسى ..فلم يبق فيه للمسرة موضع فراق و أحزان و هجر و غربة ..و شوق و أشجان بقلبي تجمع
لا أدري خطرت على بالي هذة الأبيات ... هل بالفعل كما قال فؤاد الرجل الشرقي لا يرضى بالشريك ؟؟؟أم نحن مأسورين بعادات و قيم و أعراف لا نستطيع تجاوزها؟؟ هل هو جرح الحب لا يندمل ؟؟؟؟؟ قصة رائعه ..أحاسيس حزينه ..دوامه و قد وجد الطريق الصحيح .. شكرا لك أخي الحلم | |
|
| |
حلم
عدد الرسائل : 50 تاريخ التسجيل : 13/06/2007
| موضوع: رد: أحـــــــــــلام ضـــــــائــعــــة ( قصة فصيرة ) السبت يونيو 16, 2007 2:12 am | |
| - luma كتب:
- الصديق فؤاد
القصة جميلة جدا ومؤلمة جدا وواقعية جدا فكم يعاني المحبون في بلادنا كما عانى أبطال قصتك وكم تسحق قلوب أمام هذا الواقع المرير ولكن الجميل في فادي الذي رويت لنا عنه انه قرر أن يكمل حياته ويتجاوز الماضي ليعيش الحاضر فهو يدرك أن الماضي وذكرياته الدامية لن تجلب إلا الألم الصديقة luma عجلة الحياة يجب أن تستمر
ولو توقفنا عند كل صدمة تواجهنا لكانت فنيت البشرية
اشكر لك مرورك الراقي
وتقبلي تحياتي
فؤاد | |
|
| |
حلم
عدد الرسائل : 50 تاريخ التسجيل : 13/06/2007
| موضوع: رد: أحـــــــــــلام ضـــــــائــعــــة ( قصة فصيرة ) السبت يونيو 16, 2007 4:33 am | |
| - diamond كتب:
- لقد توقفت مئات الكلمات على اصابعي احاول كتابتها
ولكن القصة كانت اعنف واقوى من اي تعليق يمكن انا اقوله
مسكينه تلك القلوب المحطمه
ولا تعليق اكثر من هذا عندي...ولكن احييك اخي فؤاد diamond
تهزنا ذكرياتنا بعنف وتلاعبنا اقدارنا
منّا من يستطيع الصمود
ومنّا من ينهزم أمام التحديات
وفادي عركته الأقدار ولعب فيه الزمن
وتقاذفته الذكريات
ولكنه صمد وقرر أن الحياة لا بد لها من أن تستمر
شكراً للمرور الغالي
تقبل تحياتي
فؤاد | |
|
| |
khaldounazzam
عدد الرسائل : 247 العمر : 46 Localisation : ابوظبي تاريخ التسجيل : 26/05/2007
| موضوع: رد: أحـــــــــــلام ضـــــــائــعــــة ( قصة فصيرة ) السبت يونيو 16, 2007 8:02 am | |
| الصديق حلم قصة جميلة تعكس هذا الواقع المريض بكل الغصات و الانكسارات فادي و أحلام رمز لهذا الواقع. القصة مكتوبه بأسلوب سردي، فكرتها مطروقة سابقا لكن بالرغم من هذا فقد أجدت وجعلتنا نتعاطف مع الحدث، ربما لأنه يشبهنا.... شكرا لك مرة أخرى وتشرفت بلقائك | |
|
| |
غصون زيتون
عدد الرسائل : 203 العمر : 42 Localisation : على قلق ... كأن الريح تحتي! تاريخ التسجيل : 28/05/2007
| موضوع: رد: أحـــــــــــلام ضـــــــائــعــــة ( قصة فصيرة ) السبت يونيو 16, 2007 12:26 pm | |
| العم فؤاد ..
يبدو أن احلامنا ليست إلا عقوبات من الآلهة ...
هكذا شعرت من لوعة القصة !
أشكرك ... | |
|
| |
حلم
عدد الرسائل : 50 تاريخ التسجيل : 13/06/2007
| موضوع: رد: أحـــــــــــلام ضـــــــائــعــــة ( قصة فصيرة ) الأحد يونيو 17, 2007 5:26 am | |
| - رنين الكون كتب:
- كتبت و أحشائي من الوجد تلتظي....غراما و أجفاني من الشوق تدمع
ولي فيك قلب قد أضر به الجفا ...يكاد إذا سكنته يتقطع و عمرت قلبي بالشجون و بالأسى ..فلم يبق فيه للمسرة موضع فراق و أحزان و هجر و غربة ..و شوق و أشجان بقلبي تجمع
لا أدري خطرت على بالي هذة الأبيات ... هل بالفعل كما قال فؤاد الرجل الشرقي لا يرضى بالشريك ؟؟؟أم نحن مأسورين بعادات و قيم و أعراف لا نستطيع تجاوزها؟؟ هل هو جرح الحب لا يندمل ؟؟؟؟؟ قصة رائعه ..أحاسيس حزينه ..دوامه و قد وجد الطريق الصحيح .. شكرا لك أخي الحلم الأخت رنين الكون
الأثنين معاً العادات والتقاليد وكذلك الرجل الشرقي وعنجهيته
وجرح الحب قد يندمل ولكنه ينزف كثيرا
أشكر عنائك بالمرور
تقبلي تحياتي
فؤاد | |
|
| |
حلم
عدد الرسائل : 50 تاريخ التسجيل : 13/06/2007
| موضوع: رد: أحـــــــــــلام ضـــــــائــعــــة ( قصة فصيرة ) الأحد يونيو 17, 2007 5:35 am | |
| - khaldounazzam كتب:
- الصديق حلم قصة جميلة تعكس هذا الواقع المريض
بكل الغصات و الانكسارات فادي و أحلام رمز لهذا الواقع. القصة مكتوبه بأسلوب سردي، فكرتها مطروقة سابقا لكن بالرغم من هذا فقد أجدت وجعلتنا نتعاطف مع الحدث، ربما لأنه يشبهنا.... شكرا لك مرة أخرى وتشرفت بلقائك أخي خلدون
أريد أن أسجل أولاً سعادتي بلقائك الذي غير كثيراً من المفاهيم عندي
وثانياً أزعجت نفسك بعناء المرور وهدر وقتك الثمين
أما من حيث القصة فأني أعلم بتأكيد أن الأسلوب مكرر سابقاً
ولكني إستسغت هذا الاسلوب لإيصال ما يشبهني إلى المتلقي
آمل أن أكون قد فزت ولو بالقليل من تعاطف البعض
لك شكري العميق
تقبل تحياتي
فؤاد | |
|
| |
حلم
عدد الرسائل : 50 تاريخ التسجيل : 13/06/2007
| موضوع: رد: أحـــــــــــلام ضـــــــائــعــــة ( قصة فصيرة ) الإثنين يونيو 18, 2007 4:59 am | |
| - غصون زيتون كتب:
- العم فؤاد ..
يبدو أن احلامنا ليست إلا عقوبات من الآلهة ...
هكذا شعرت من لوعة القصة !
أشكرك ... أديبتنا الغالية غصون
ليس للألهة غاية في معاقبتنا
ربما نحن الذين نعاقب انفسنا أو بعضنا البعض
لقلة الوفاء بالمواثيق والوعود
ربما نقسو على أنفسنا
أشكر مرورك الجميل
لك كل الحب
تقبلي تحياتي
فؤاد | |
|
| |
| أحـــــــــــلام ضـــــــائــعــــة ( قصة فصيرة ) | |
|