صباح ماطر ...غيوم ملبدة تكتض و تزدحم ...رياح باردة ... ووشاح أسود عانق السماء ...
في أي شهر نحن ؟؟و في أي فصل ؟؟؟ تساؤلات رددتها في طريقها للوظيفة ..
ازدحام الطرقات ..و السيول تغمر الشوارع ..و الوحل يتراقص من بين دواليب السيارات ...
نفذ صبرها ..و ازدادت توترا ...
وصلت إلى مكتبها متأخرة ..وإلى الرزنامة أسرعت ..
هل يعقل ؟؟ تموز ؟؟؟ و باتجاه النافذة ...محدقه في السماء..
عادت لأوراقها معبثرة ..و الفوضى تعم المكان ..
غارقه بين دفاترها ..تبحث عن شيء ..أفكارها مشتته
أحاسيس غريبه تجتاحها ...
تتوقف عند اندلاق القهوة فوق ملفاتها ..و زهقة خرجت من صدرها...
((أسمع أنين صدرها )) و(( آهات قلبها)) ..عبارات ترددها ..وهي تركض بين السيارات ..في سباق مع الزمن
و تعبر الأزقه و الأورقه ...في اختصار للمسافات ...
لتصل إلى غرفتها ..منهكة متعبة ..تنقل بصرها ..باحثة عنها
خارت قواها ..لاقت ما كانت تخشاه
زفرات ألم ...هزت العالم ...
و صوت نحيبها ...صدى ترتعد له أبدان الموتى في قبورهم
صارعت عقارب الساعه ..
أبحرت عكس التيار ...
لعلها تسرق منها لحظة ...صورة لا تفارق ذاكرتها ..
و لكن كانت روحها أسرع و مشيئة الرب أقوى ...