انوار السويداء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى لكل محبي السويداء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
روح النعنع




عدد الرسائل : 5
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 22/06/2007

قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل Empty
مُساهمةموضوع: قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل   قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل Icon_minitimeالسبت يونيو 23, 2007 4:36 am




كان الحاكم بأمر اللّه حاكماً حقيقياً، يقبض على السلطة بيديه القويتين، ويشرف بنفسه على مصاير هذه الدولة العظيمة، ويبدي في تدبير شؤونها نشاطاً مدهشاً، فيباشر الأمور في معظم الأحيان بنفسه، ويتولى النظر والتدبير مع وزرائه، وهكذا كان الأمير اليافع يؤثر العمل المضني على مجالي اللهو واللعب التي يغمر تيارها من كان في سنه، وفي مركزه وظروفه . وقد لزم الحاكم هذا النشاط المضني طوال حياته، وكان ذا بنية قوية متينة، مبسوط الجسم، مهيب الطلعة، له عينان كبيرتان سوداوان، تمازجهما زرقة، ونظرات حادة مروعة، كنظرات الأسد، لا يستطيع الإنسان صبراً عليها، وله صوت قوي مرعب، يحمل الروع إلى سامعيه !
المصدر كتاب الأستاذ عنان «الحاكم بأمر اللّه» ص 103 طبعة ثانية .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هناك الكثير من المؤرخين كتبة الاعصر السالفة سخروا أقلامهم لتشويه سمعة وتاريخ الاخرين والطعن في معتقداتهم ولو بحثنا عن الاسباب لوجدنا أن كل تلك التهم والأقوال والحملات المغرضة يشوبها كدر الخصومة السياسية والاختلافات المذهبية . وهذا ليس بمستغرب خاصة في الأزمنة السابقة التي شهدت انقسامات ومؤامرات ودسائس لا حصر لها ولا داعي لذكرها .
إنما المستغرب أن نجد رغم التقدم العلمي والتطور الحضاري والانفتاح الذي يشهده العالم اليوم من لا يزال يسير على نفس الخطى فنراه يجهد نفسه باحثا في كتب التاريخ عله يجد ما يعتقد أنه يسيء للأخر ولرموزه الدينية ليبدوا في زعمه جاهلا وديكتاتورا مستبدا ويقوم بأعمال وتصرفات غير معقولة وعندما يجد بعض الحوادث التي لا يعلم عنها إلا من خلال أقوال بعض المؤرخين المتعصبين لا يتواني في نشرها والسخرية منها كل ذلك لينال ما يرضي شهوته ويشبع نهمه وليوهم نفسه بأنه قد أتى بما لم يأتي به من سبقه من جهابذة القصاصين .

هناك من تعرض لسيرة الامام الحاكم بأمر الله عليه السلام بشيء من التهم الغير صحيحة وان كان صاحب أو صاحبة ذلك المقال قد اعتذر عما بدر منه فذلك شيء مقدر لدينا ولكن من أجل إيضاح الصورة التي ربما غابت عن أذهان البعض أحببنا إيراد لمع من سيرة الامام الحاكم عليه السلام وبعض الأحداث التي وقعت في عهده وموقفه منها ولنبدأ بقضية منعه لزراعة الورقيات مثل الملوخية والرجلة والسبانخ وغيرها ومنع صيد الأسماك التي ليس لها قشر ومنع زراعة العنب ومعاقبة كل من يضبط لديه مخزون من القمح أكثر من احتياجه وبهدف احتكاره ورفع سعره والتي يظن البعض إنها من أجل إخضاع الناس وظلمهم وحرمانهم من أشياء محببة لنفوسهم أو انه لعداء مكنون لمن يقال بأنه يفضل تلك الأكلات وغير ذلك من الاستنتاجات الخاطئة .
والحقيقة أن من يقول بهذا لم يميز بين الغث والثمين ولا بين الصدف والجوهر ولو نظر أولئك المتوهمين وفكروا بعقولهم لتنصلوا مما يقولونه ولعلموا بأن فكرة الامام الحاكم عليه السلام وهدفه من إصدار مثل ذلك القرار كان لغاية أسمى وأنبل مما اعتقدوه وقد أثبت العلم والعقل والمنطق صحة ما قام به عليه السلام باعتراف المصريين أنفسهم والخبراء وكل المنصفين في العالم .


إذا تعالوا لنتعرف على الأسباب والخلفيات التي أدت إلى إصدار مثل ذلك القرار ونقف على حقيقة دوافعه .
ذكرت بعض المصادر التاريخية بأنه حصل في عهد الامام الحاكم عليه السلام نقص في مياه النيل أدى إلى تراكم الطمي في المجاري المائية و تكاثر الشجيرات والحشائش فانسدت الترع والقنوات وتبدد الماء وانصرف المزارعون عن زراعة الحبوب التي عليها عماد المعيشة وأدى ذلك إلي نقص كبير في مخزون البلاد من الحبوب وكادت أن تحصل مجاعة يهلك فيها الكثير من البشر .

عندها تدخل الامام عليه السلام بحكمته ونظر إلى مصلحة الناس والمجتمع ككل والى ما يخلصهم ويدفع عنهم كارثة الجوع والعطش والمرض فتفتقت عبقريتة عليه السلام عن نظرية اقتصادية بحتة تمثلت في منع زراعة الورقيات التي تسنزف الكثير من المياه ليركز الناس علي زراعة الحبوب وفي مقدمتها القمح . .
ومنع صيد ذلك النوع من الأسماك المسمى ( القرموط ) لانها تلتهم الأعشاب والطين فتساعد علي تطهير المجاري المائية . ثم منع زراعة العنب لأن المصريين كانوا يعصرونه ويخمرونه ليسكروا به
ثم كان الحسم بالضرب علي يد محتكري الحبوب الذين يستفيدون من ألازمات والظروف الاستثنائية !

كانت النتائج أن توفرت المياه التي تصرف هدرا في زراعة بعض المزروعات التي لا يستفاد منها في تلك الظروف الحرجة لصالح زراعة السلع الاساسية كالقمح وغيره وبفضل الأوامر التي منعت وشددت العقوبات على محتركي الحبوب من التجار وغيرهم تم تجاوز ألازمة وتوفرت في الأسواق الحبوب وخفت معاناة الناس !

وهناك أمرا هام يجب التذكير به وهو أن البعض يعتقد إن الامام الحاكم عليه السلام منع زراعة بعض الورقيات وصيد ذلك النوع من الأسماك بصفة مستديمة وهذا غير صحيح إطلاقا لان ذلك المنع كان فقط في ظروف استثنائية ولفترات محدودة والجميع يعلم بأن ذلك شيء طبيعي ويحدث في كل الدول وفي كل العصور فقد تقوم الدولة في أي وقت تراه بحظر زراعة أي صنف وتطلب من المزارعين التركيز على زراعة نوع أخر خاصة في أوقات الجدب والقحط أو عند الخشية من حصول نقص في مخزون البلد الاستراتيجي من السلع الاساسية التي يعتمد عليها الناس وقد تمنع استيراد أي سلعة أو مادة وقد يحظر صيد أي نوع من الأسماك أوالطيور وما شابه ذلك . لأن هذه الأمور طبيعية وترجع للظروف ولتقدير المسئولين في الدولة ولصناع القرار بصفتهم المعنيين بما يحقق المصلحة العامة للبلد ولسكانه !

ومن يقول بأن الامام الحاكم منع زراعة بعض الورقيات لانها أعجبته أو من أجل تخصيصها لنفسه وحرمان الناس منها فقد جانبه الصواب لاسباب كثيرة منها انه كان يحكم أكبر واقوى دولة أنذاك وباستطاعته ان يخصص مساحة كافية أو حتى منطقة كاملة لزراعة الانواع التي يريدها فتكفيه وتزيد . وباستطاعته كذلك أن يجلبها من الخارج بكل سهولة ! والاهم من هذا وذاك وهو الواقع والصحيح أن المؤرخون اجمعوا على تقشفه وزهده في المظاهر العامة وفي حياته ، واحتقاره للرسوم والألقاب والمواكب الفخمة التي امتاز بها الخلفاء وكان يميل إلى تخفيف الضرائب عن كاهل الشعب ، وعدل الأسعار ، وضرب كثيرا من الباعة ، وشهر بهم لمخالفتهم التعريفة الرسمية ، وأصلح المكاييل وأعتق كل ما يملك من الرقيق ، وكانوا جمعا غفيرا ، ووهبهم الأموال والأملاك ليعتاشوا بها !


كما أن زراعة العنب لم تمنع بمفهوم المنع وإنما منع التجار من بيع كميات كبيرة للشخص الواحد منه ومن الزبيب لان البعض يقوم بعصره وتخميره واستعماله كشراب مسكر ويبيعه للناس والإمام الحاكم عليه السلام كما تذكر غالبية المصادر قام بعدة إصلاحات وأعمال كثيرة سوف نتطرق إليها في الوقت المناسب ومن جملتها التشديد في منع الخمور وشرب المسكرات حيث تجاهر الكثيرين من الناس في الشوارع والطرقات بشربه حسبما يذكره المقريزي في كتابه ( اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا ) ومن جملة ما ذكر هذه الطرفة فقال :
( تتبع من يبيع العنب واشتد الأمر فيه بحيث لم يستطع أحد بيعه فاتفق أن شيخا حمل خمرا له على حمار وهرب فصدفه الحاكم عند قائلة النهار على جسر ضيق فقال له ‏:‏ من أين أقبلت ؟ قال من أرض الله الضيقة ‏.‏ فقال‏:‏ يا شيخ أرض الله ضيقة فقال ‏:‏ لو لم تكن ضيقة ما جمعتني وإياك على هذا الجسر‏ .‏ فضحك منه وتركه ‏.‏ !!

ومن يقراء الكتب التاريخية يجد ان بعض مؤلفيها بالغ كثيرا في نقل بعض الأخبار والأعمال والروايات ولو نظرنا إلى المقريزي كمثال بصفته قد يكون منصفا أكثر من غيره مع أن ( في كتبه بعض المغالطات ) نجد انه يسرد الإحداث على شكل قرارات متتابعة ومتكررة ويشير إلى الخبر مجرد إشارة دون إن يتطرق للأسباب والخلفيات فنراه مثلا يقول : ومنع الناس من الجلوس في الحوانيت ‏- وسمح ببيع كذا - ومنع بيع كذا – وضرب فلان - وقتل علان وهكذا !
ومن غير المعقول أن نتخذ من روايات التاريخ المبتورة وآحاد الأخبار مثل التي اشرنا إلى بعضها أعلاه مقياساً نحتكم إليه في بيان القيمة الواقعية الحقة ولكن صحة المنهج السليم تقضي أن نوثق الأخبار أولا وأن ننتهي إلى الأسباب والخلفيات لكي لا يكون الخبر مجرد مقولة أو إشاعة أصدرها حاسد أو عدو لان نقص المعلومات تؤدي إلى التحريف والتبديل والزيادة والنقصان وإذا لم تتوفر للخبر جميع الشروط التي تحقق سلامته وصحته فلن يكون هناك فصل في قيمتة التاريخية . ولكن أنّى لنا هذه الثقة الحاسمة في أخبار التاريخ الإسلامي الملي بالمغالطات والأحقاد والانقسامات إضافة إلى إن غالبيته لم يدوّن في حينه ولم تستكشف وثائقه ومصادره وما يروى منه نتف مضطربة وأساطير تافهة وروايات مخلطة لاتنتهى أبداً إلى يقين يمكن الاطمئنان إليه أو الاعتماد عليه
نعود لنواصل موضوعنا وقبل الحديث عن سيرة الامام الحاكم بأمر الله عليه السلام نقول :
==== يتبع ====
[right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
luma
مشرف
luma


عدد الرسائل : 237
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 12/04/2007

قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل Empty
مُساهمةموضوع: رد: قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل   قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل Icon_minitimeالأحد يونيو 24, 2007 9:15 pm

الصديقة روح النعنع

مشكورة كثير على كل هالتعب
ونقل الموضوع القيم فعلا
وبانتظار التتمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
برهان غانم
مشرف
برهان غانم


عدد الرسائل : 464
Localisation : حاليا سوريا
تاريخ التسجيل : 05/04/2007

قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل Empty
مُساهمةموضوع: رد: قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل   قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل Icon_minitimeالإثنين يونيو 25, 2007 8:11 pm

الأخت روح النعنع
مشكوره جدا على هذا الوضوع الرائع
تستحقين الشكر على هذا التعب فعلا
بأنتظار كلماتك الرائعه
تحياتي لكي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روح النعنع




عدد الرسائل : 5
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 22/06/2007

قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل Empty
مُساهمةموضوع: رد: قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل   قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل Icon_minitimeالجمعة يونيو 29, 2007 6:27 pm

شكرا luma وشكرا برهان على مداخلاتكم الكريمة..بس عندي استفسار بسيط:يعني لقب روح النعنع ما بصير للمذكر farao ؟! يا جماعة فكرت حالي مدخل بيانات غلط بملفي الشخصي pirat بس يالله معليش سماح..طبعا مزح..وآسف عالتأخير لأني وصلت عا سوريا من كم يوم جيت بالسيارة من الأمارات وانشغلت شوي عنكم...

والآن دعونا نتابع موضوعنا السابق:
يتبع .. الرد على من يقول بأن الامام الحاكم عليه السلام أدعى الالوهية .
علم التاريخ كما هو معروف من أكثر العلوم انقيادًا للأهواء الشخصية وللإيديولوجيات القومية والدينية ولو القينا نظرة على تاريخ الامم والشعوب لوجدنا أن الصراع على السلطة هو الدافع الاكبر لقيام التحالفات وحبك المؤمرات والدسائس ولاشك أن التاريخ الإسلامي كغيره شهد صراعا واحداثا ومؤامرات لا حصر لها أمتدت جذورها الى اليوم منها ما اكتسب طابعا من العنف مريعا ومنها ما انحطت به النفس البشرية إلى الدرك الأسفل والمنزلة المهينة .
لسنا هنا بصدد استعراض تفاصيل تلك الاعصر السحيقة . وإنّـما الغرض التأكيد على فهم الأسباب الحقيقية ومعرفة مدى شراسة ذلك الصراع الدامي الذي كان فيه أهل بيت النبي محمد الضحية الكبرى لدرجة قد يتعجب منها الشخص عندما يجد أن مأسي أهل البيت والمجازر التي ارتكبت بحقهم من قبل أخصامهم الألداء بني أمية لم تكن بأشد وطأة أو أخف مما حصل لهم من الاضطهاد على أيدي أبناء عمومتهم ال ( العباس) عندما تمكنوا من الاستيلاء على السلطة فانتهجوا سياسة القمع والتصفية الجسدية ضد أخصامهم ومعارضيهم وضد كل من يرون انه يشكل خطرا عليهم ابتدأ ببني أمية وانتهاء بحلفاء الأمس ( بني هاشم ) ولكن التركيز كان على أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم . وبعد قيام الدولة الفاطمية بلغ العداء والتعصب العباسي مبلغا تجاوز كل الحدود وفاق كل التصورات لدرجة أنهم وهذا خبر مشهور يعرفه الخاص والعام قاموا بتأليب الرعاع وعامة الناس واشتروا ضمائر الكتبة والمحدثين وذلك لنشر الإشاعات والأقاويل والقدح في نسب ألائمة الفاطميين وإنه لأمر عجيب حقاً أن تصل الكراهية والعصبية وحب السلطة الى حالة يفترون فيها خلفاء ال العباس على أهل بيت محمد صلوات الله عليهم وينسبونهم إلى غير أمة العرب والمسلمين .
يا لسخرية القدر :
من الطريف في الأمر أنه بعد وفاة عمر بن الخطاب كان هناك من أحتج على أن ال العباس من الطلقاء الذين لا يستحقون ألإمامة والخلافة بحكم أن والدهم العباس كان طليقا واستدلوا بما ورد في الحديث الشريف ( الإمامة محرمة على الطلقاء وأبناء الطلقاء ) واحتجوا عليهم أيضا بما فعله عمر بن الخطاب عندما أوصى بأن تكون الخلافة شورى وجعلها في ستة ولم يجعل العباس بن عبد المطلب من ضمنهم وقد قيل في ذلك شعرا :
وللمعلومية : كان العباس بن عبد المطلب وابنه عبدالله رحمة الله عليهما منزهين عن أفعال الخزي والعار التي ارتكبها بنوهم .
وبما أن موضوعنا الأساسي لا يتعلق بتلك التهمة الكاذبة إلا إننا نود التنبيه إلى أن العديد من المؤرخين المختلفين عقديا مع الفاطميين قد نفوها واستنكروها وسنكتفي بما قاله ابن خلدون حولها :



ومن الأخبار الواهية ما يذهب إليه الكثير من المؤرخين والأثبات في العبيدين خلفاء الشيعة بالقيروان والقاهرة من نفيهم عن أهل البيت صلوات الله عليهم والطعن في نسبهم إلى إسماعيل الإمام ابن جعفر الصادق‏.‏ يعتمدون في ذلك على أحاديث لفقت للمستضعفين من خلفاء بني العباس تزلفاً إليهم بالقدح فيمن ناصبهم وتفنناً الشمات بعدوهم حسبما نذكر بعض هذه الأحاديث في أخبارهم ويغفلون عن التفطن لشواهد الواقعات وأدلة الأحوال التي اقتضت خلاف ذلك من تكذيب دعواهم والرد عليهم‏ .‏
أين الدليل على أن الامام الحاكم بأمر الله أدعى الألوهية ؟
من يطلع على بعض الكتب التاريخية خاصة تلك التي لم ينصف أصحابها الفاطميين وذكر فيها بعض المغالطات التاريخية والتهم الباطلة كقولهم أن الامام الحاكم بأمر الله إدعى الألوهية ومنهم على سبيل المثال ( ابن الأثير - الذهبي - ابن خلكان ) لن يخفى عليه مدى تحامل وتعصب أولئك المؤرخين وميلانهم الواضح وأي إنسان منصف سيجد أن رواياتهم ومزاعمهم ضد الامام الحاكم بامرالله لا تخرج عن إطار التكهنات والاستنتاجات الخاطئة ناهيك على أنها غير مدعمة بالأدلة والبراهين وغير موثقة بالمراجع والمصادر التي أستمدوا منها رواياتهم مما يجعلها تدخل في حكم السفسطة والسفسطائيون كما هو معروف هم الذين لا يثبتون حقائق الأشياء .

حقائق تاريخية :
لدينا بحمد الله شواهد وحقائق وأدلة دامغة تثبت أن الأقاويل والمزاعم التي أحيطت بشخصية الامام الحاكم بأمر الله عليه السلام وحاولت تشويه صورته هي من قبيل الدس والتحامل والعصبية الرعناء وأول ما نستشهد به :
1-الأعمال والإصلاحات الاجتماعية التي قام بها الامام الحاكم بأمر الله عليه السلام وذكرها بعض المؤرخين المحايدين مثل المقريزي وغيره .
2-التصرفات الشخصية والصفات الإنسانية التي أشتهر بها الامام الحاكم بامرالله وبعض مواقفه من العلماء والأدباء وجهوده في مجال نشر لثقافة والعلم .
3-حقيقة ما حصل من الغلاة ( الدروز ) وموقف الامام الحاكم بأمر الله منهم وردود بعض دعاته عليهم .
تأملوا بالله عليكم في هذا التزوير والتدليس المتعمد :
ذكر أبن تغري بردي في كتابه ( النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ) والذي يوجد فيه الكثير من المغالطات ضد الفاطميين نقلا عن أبو منصور الثعالبي بأن الامام العزيز بالله أرسل يسب ويهجو الأموي صاحب الأندلس وقال بالحرف الواحد : وذكره أبو منصور الثعالبي في يتيمة الدهر وذكر له هذه الأبيات وقد مات له ابن في العيد فقال ‏:‏
وقال أبو منصور أيضًا ‏:‏ سمعت الشيخ أبا الطيب يحكي أن الأموي صاحب الأندلس كتب إليه نزار هذا يعني العزيز صاحب مصر كتابًا يسبه فيه ويهجوه فكتب إليه الأموي ‏:‏ أما بعد قد عرفتنا فهجوتنا ولو عرفناك لأجبناك‏ .‏ والسلام ‏. قال ‏:‏ فاشتد ذلك على نزار المذكور وأفحمه عن الجواب ‏.‏ يعني أنه غير شريف وأنه لا يعرف له قبيلة حتى كان يهجوه ! ‏ انتهى !!

ونقول أن الحقيقة عكس ذلك تماما والكل يعلم أن الأموي هو الذي أرسل يسب الامام العزيز بالله عليه السلام واليكم الدليل على كذب هذا المؤرخ وتدليسه :
ذكر صاحب كتاب ( المستطرف في كل فن مستظرف ) شهاب الدين الابشيهي ( سني ) في الباب الثامن والعشرون ص ( 202 ) هذه الحادثة فقال بالحرف الواحد :
وكتب الحكم بن عبد الرحمن المرواني من الأندلس إلى صاحب مصر يفتخر :
وكتب إليه يهجوه فيه ويسبه . !! فكتب إليه صاحب مصر : أما بعد فإنك عرفتنا بهجوتنا ولو عرفناك لأجبناك والسلام .
وللمعلومية مؤلف هذا الكتاب (الابشيهي ) يقول بأنه أعتمد كثيرا في كتابه هذا على ما أودعه ( الزمخشري )
في كتابه ( ربيع الأبرار ) وما نقله ابن عبد ربه في ( العقد الفريد ) .

هل أنتم بعد هذا في حاجة إلى المزيد من الأدلة بشأن تدليس هولاء المزورين ؟؟؟ تابعوا معي !!
كنا قد ذكرنا بأن الروايات بخصوص تأليه الامام الحاكم بأمر الله لا تخرج عن إطار الأقاويل والدجل وحتى لا نتهم بالتحامل ضد أحد أو بعدم الإتيان بدليل يؤيد صحة كلامنا سنستعرض بعض ما ذكره المؤرخ ( الذهبي ) في كتابه العبر في خبر من غبر ومن جملة ذلك قوله :

سنة أربعمائة : فيها أقبل الحاكم - قاتله الله على التألُّه والدين وأمر بإنشاء دار العلم بمصر وأحضر فيها الفقهاء والمحدّثين وعمر الجامع الحاكمي بالقاهرة وكثر الدعاء له فبقي كذلك ثلاث سنين ثم أخذ يقتل أهل العلم وأغلق تلك الدار ومنع من فعل الكثير من الخير ‏.‏ !!

و يقول في مكان أخر من ضمن مقولة طويلة أعرضنا عن ذكرها كاملة لما فيها من الحشو والأكاذيب الواضحة : ثم تزهَد وتألَّه ولبس الصوف وبقي يركب حمارًا ويمرُّ وحده في الأسواق ويقيم الحسبة بنفسه - ويقال إنه أراد أن يدّعي الإلهية كفرعون وشرع في ذلك فخوّفه خواص دولته من زوال دولته فانتهى وكان المسلمون والذمَّة في ويل وبلاء شديد معه )
وألان سنبين لكم أكاذيب الذهبي قاتله الله وسنركز على التناقضات في اقواله :

يقول اقبل على التأله والدين !! أين الدليل على انه اقبل على التأله ؟ للأسف لا يوجد عند الذهبي دليل الا كلمة يقال ! ولو سأل عاقل نفسه : ما هو الدين الذي اقبل عليه الامام الحاكم ؟؟؟؟ وكيف يتفق قوله بأن الامام الحاكم بأمر الله عليه السلام أقبل على التأله والدين في أن واحد ؟

وللتأكيد على بطلان قول الذهبي أليكم ما ذكره المقريزي هنا :
وفي رجب قرئ سجل بمنع الناس من تقبيل الأرض للحاكم وبمنعهم من تقبيل ركابه ويده عند السلام عليه في المواكب والانتهاء عن التخلق بأخلاق أهل الشرك من الانحناء إلى الأرض فإنه صنيع الروم وأمروا أن يكون للسلام عليه‏ :‏ السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته‏. ونهوا عن الصلاة عليه في المكاتبة والمخاطبة وأن تكون مكاتبتهم في رقاعهم ومراسلاتهم بإنهاء الحال ويقتصر في الدعاء على سلام الله وتحياته وتوالى بركاته على أمير المؤمنين ويدعى له بما سبق من الدعاء لا غير ‏.‏
ويقول المقريزي أيضا : وفي رجب قرئ سجلان أحدهما فيه إنكار الحاكم على من يخاطبه في المكاتبة بمولى الخلق أجمعين والآخر بمسير الحاج أول ذي القعدة‏ .‏ !! أنظر كتاب اتعاظ الحنفا !!

ويقول عبدالله عنان : ( كان الامام الحاكم يحتقر الألقاب كما يحتقر متاع هذه الدنيا ، اشتهر بالزهد والورع وأدهش الناس بتصوفه الفلسفي ، اقتصر طعامه على ابسط ما تقتضيه الحياة من القوت المتواضع )
أنظر الحاكم بأمر اللّه لمحمد عبد اللّه عنان !!


فهل الذي يأمر بهذه الاوامر ويتصف بهذه الصفات يسعى إلى التأله ؟؟؟

أما قول الذهبي بأنه أخذ يقتل أهل العلم فهذا من الكذب الذي اعتاد عليه هذا المؤرخ المعتوه - لان الجميع يشهد بمحبة الامام الحاكم بأمر الله بصفة خاصة والفاطميين بصفة عامة للعلم والعلماء وقد وصف الكثير من العلماء دار الحكمة في عهد الامام الحاكم بأمر الله بأنها كانت من أرقى المؤسسات العلمية في ذلك العصر .
ولو كان يقتل العلماء كما قال الذهبي لما وصلت الى ذلك المستوى ؟

يقول السيد مير علي في ( مختصر تاريخ العرب :
كان الفاطميون في أول عهدهم كالبطالسة الأولين يشجعون العلم، ويكرمون العلماء، فشيدوا الكليات والمكاتب العامة ودار الحكمة، وحملوا إليها مجموعات عظيمة من الكتب في سائر العلوم والفنون والآلات الرياضية، لتكون رهن البحث والمراجعة، وعينوا لها أشهر الأساتذة، وكان التعليم فيها حراً على نفقة الدولة، كما كان الطلاب يمنحون جميع الأدوات الكتابية مجاناً، وكان الخلفاء يعقدون المناظرات في شتى فروع العلم، كالمنطق والرياضة والفقه والطب، وكان الأساتذة يتشحون بلباس خاص عرف بالخلعة، أو العباءة الجامعية - كما هي الحال اليوم - وارصدت للانفاق على تلك المؤسسات، وعلى أساتذتها، وطلابها وموظفيها املاك بلغ ايرادها السنوي 43 مليون درهم، ودعي الأساتذة من آسيا والأندلس لإلقاء المحاضرات في دار الحكمة، فازدادت بهم روعة وبهاء

ونقول ايضا لو لم يكن للإمام الحاكم بأمر الله الا موقفه النبيل مع أبو العلاء المعري لكفاه عندما علم عليه السلام بكثرة الطلاب والأدباء والعلماء الذين كانوا يتوافدون على منزل ابو العلاء المعري لطلب العلم والمعرفة . فأمر له بخراج المعرة السنوي مدة حياته !!
فهل سبق وأن قام أحد خلفاء بني أمية أو بني العباس بمثل ذلك ؟
===يتبع====
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روح النعنع




عدد الرسائل : 5
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 22/06/2007

قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل Empty
مُساهمةموضوع: تتمة سيرة الإمام الحاكم بأمر الله   قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل Icon_minitimeالخميس يوليو 05, 2007 2:05 pm

تتمة سيرة الإمام الحاكم بأمر الله:

ويقول الدكتور عبد اللطيف الصوفي في - لمحات من تاريخ الكتب والمكتبات ص 206 :
دخل أحد السياح دار الحكمة في أوج ازدهارها فشاهد فيها قطعا من الحرير غريب الصنعة فيها صورة أقاليم الأرض وجبالها وبحارها ومدنها وأنهارها وطرقها وجميع ألاماكن المقدسة ومكتوب على كل مدينة وجبل وبلد ونهر وبحر وطريق اسمه أو اسمها بالذهب . !!

ولولا خوف الإطالة لأتينا بأدلة وشواهد لا حصر لها !!

ثم نأتي إلى هذا التدليس الواضح في مقولة الذهبي الثانية ونقف عند قوله :
" ثم تزهد وتأله ؟
نقول أن هذا القول لا يمكن إن يتفق لانه من المعروف أن من يدعى الألوهية يتجبر ويطغى ويظلم الناس ويرهبهم لكي يجبرهم على طاعته وقبول ما يأمرهم به - لا أن يتزهد ويلبس الصوف ويركب الحمار ويقيم الحسبة بنفسه كما يقول هذا المسمى بالذهبي !!
أما عندما يقول الذهبي : ( وكان المسلمون والذمَّة في ويل وبلاء شديد معه )

نقول : هذه المرة سنعطي الفرصة لأحد الكتاب المسيحيين وهو الانطاكي ليرد على كلام الذهبي دام أنه ذكر أهل الذمة وهذا ما يقوله الانطاكي :
( أظهر الحاكم من العدل ما لم يسمع به وكان له جود عظيم وعطايا جزيلة وصلات واسعة وكان نصيرا للعلوم والآداب يغدق المنح على الأساتذة ودور العلم ويوزع أمواله الخاصة على المساجد والفقراء ) . أنظر تاريخ الانطاكي ( ص 206 – 207 ) !!

فهل يعقل أن يقول مثل هذا القول أحد الكتاب المسيحيين لو كان في كلام الذهبي ذرة من حقيقة ؟

ولكي لا يتشعب الحديث ويطول نكتفي بما كشفناه من ترهات هولاء المؤرخين وتخبطاتهم علما أننا لم نستشهد ضدهم بأي دليل من أدلتنا حتى الآن !
نبذة مختصرة عن مولد الامام الحاكم بأمر الله عليه السلام ونشأته :
هو الامام الحسن أبو علي المنصور الحاكم بأمر الله بن أمير المؤمنين الامام نزار العزيز بالله صلوات الله عليهما وعلى ابائهما والخلاصة من ابنائهما وسلم . كان مولد الامام الحسن يوم الخميس الثالث وقيل الرابع من شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ونشأ على الفضل والطهارة والنبالة وأتاه الله الحكم صبيا وبلغ في صباه مكانا عليا وارتقى إلى ذروة الفضائل وغاية الشرف الكامل فنصبه أبوه الامام العزيز بالله أمير المؤمنين في ولاية العهد في شهر شعبان من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ولما أنتقل الامام العزيز بالله عليه السلام إلى جوار ربه بويع الامام الحاكم بأمر الله أمير للمؤمنين في سلخ شهر رمضان من سنة ست وثمانين وهو يومئذ لإحدى عشر عاما .
من فضائله :
كان إماما عظيما جوادا كريما مخوفا مهيبا دانيا من الناس قريبا يسمع الشكايا وينصف في القضايا لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يغضي عن الذنوب والجرائم ولا يؤخر إنصاف المظلوم من الظالم وكان يطوف الأسواق ليلًا ونهارًا ويستمع إلى شكاوى الناس ويقضي حاجاتهم بالعدل والمساواة وكان يكثر من التفرد بنفسه والخروج إلى الفيافي والقفار ويقيم بها اليوم واليومين وأكثر من ذلك ويكمن له الأعداء مرارا في الطرقات فإذا اشرف عليهم تحيروا في أمره واسقط ما في أيديهم . وقد ظهر له الكثير الفضائل والمعجزات التي بهرت الألباب وحيرت العقول .

من دلائل جوده وكرمه :
أشتهر الامام الحاكم بأمر الله بالسخاء وبكثرة الصلات والعطايا ولم يكن يرد سائلا حتى كثر طلاب الدنيا وحطامها وتوافد الناس على القاهرة من كل مكان من أجل تلك العطايا وبعضهم من أجل طلب العلم فرفع الناظر بالديار المصرية إليه كتابا يخبره بكثرة الناس الذين يتوافدون وأن ذلك يستغرق صرف الأموال الطائلة .
فرد عليه الامام الحاكم بأمر الله قائلا :
الغربة مذلة الأعناق والفاقة مرة المذاق والمادة من الله الرزاق فأجرهم على عوائدهم في الإنفاق ما عندكم ينفد وما عند الله باق . ! أنظر السبع السادس من عيون الاخبار

من وصايا ونصائح الامام الحاكم بأمر الله لبعض دعاته :
من وصيته سلام الله عليه لداعيه حميد الدين أحمد بن عبدالله نضر الله وجهه حين أنفذه للدعوة بجزيرة العراق :
أتبع أمرنا في عبادة الله وتوخ رضانا في العمل بأوامر الله وأحيي سنة جدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله في الدعوة إلى توحيد الله فلن تزداد لذلك من الله ومنا إلا قربا وأحذر المخالفة فالمخالف لأمرنا لا يزداد من الله إلا بعدا وقم بمفترضات الطاعات من إقامة الصلوات والمحافظة على الأعمال الصالحات والوفاء بأداء الأمانات قياما يختم لك بالحسنى ويورثك مقر الزلفى وأندب كافة المؤمنين إلى التمسك بوثائق الديانة والوفاء بشروط العهد والأمانة التي هي عليهم موجوبة وفي صحائف أعمالهم مكتوبة واعلم إن شفاعتنا لن تلحق إلا من كان عاملا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله .. !!
( أنظر دامغ الباطل وحتف المناظل ) ( المجلد الأول ص 73 )

من سجل طويل كتبه الامام الحاكم بامر الله عليه السلام إلى هارون بن محمد الداعي باليمن رحمة الله عليه ورضوانه نقتبس منه هذه الأسطر الموجزة :
عليك إن تسلك بالمستجيبين الواجب وتتجنب بهم كل طريق مجانب لكتاب الله وسنة رسوله جدنا محمد والمأخوذ عن آبائنا المهديين صلوات الله على النبي وعلى وصيه وعليهم أجمعين والمسموع من أفواه المحققين لا ألمأخوذ عن السن المتخرصين وليكن فتواك للمستفيدين في الحلال والحرام من كتاب دعائم الإسلام دون سواه من الكتب المفتعلة . !
(أنظر السبع السادس )

قال تعالى ( انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثماً مبيناً )

بعض الأحداث في عهد الامام الحاكم بأمر الله والخلط التاريخي :
الجميع يعلم إن هناك طوائف كثيرة حملت أسم الاسماعيلية كحال الكثير من الفرق الإسلامية التي انقسمت وتشعبت ولكن بعض المؤرخين والكتاب وخاصة أهل الأهواء يتعمدون الخلط والتدليس ولا يفرقون بين عقائد واتجاهات ومواقف الطوائف مع أن بعضها ربما أصبح يسير في اتجاه مغاير للأخرى وبعضها أصبح لها مسمى ولقب يختلف تماما وبعضها الأخر لم يعد يربط بينها سوى الاسم .
ما دعاني إلى هذا القول هو ذلك التعميم المتعمد من قبل بعض المؤرخين الذين نقلوا بعض الأحداث التي وقعت في عهد الامام الحاكم بأمر الله ولم يفرقوا بين مواقف الامام وأتباعه وبين ما قام به أولئك الغلاة الذين مرقوا وأصبحوا في نظر الامام الحاكم بأمر الله ونظر دعاته وأتباعه خارجين ومنحرفين عن الطريق المستقيم ولم يعد يربط بيننا وبينهم نحن الإسماعيلية الطيبية السليمانية أي علاقة !

وقد تطرق الداعي والمؤرخ الإسماعيلي الكبير عماد الدين القرشي في كتاب السبع السادس لما حصل من تلك الفئة التي غالت في الامام الحاكم بأمر الله ومن ضمن ما أورده قوله :
فغالى فيه كثيرا من الناس وادعوا له الإلهية كفعل الذين غلوا في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فعظم ذلك عليه وعاقبهم بأنواع العقوبات وقتل منهم خلقا عظيما نعوذ بالله من الغلو في أئمة الحق والتقصير المؤدي إلى عذاب السعير .

أستدعاء الداعي أحمد حميد الدين الكرماني لقاهرة المعز :
لاشك أن وصول الداعي أحمد حميد الدين الكرماني ( قس ) إلى القاهرة سنة 408 للهجرة والذي أستدعي خصيصا للرد على الغلاة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك موقف الامام الحاكم بأمر الله الواضح منهم ورفضه المطلق لمزاعمهم واعتقاداتهم الفاسدة ويثبت رغبته في عودة من بقي منهم إلى سبيل الحق وطريق الرشاد بعد أن عاقب وقتل الكثير منهم والواقع يصدق كل ذلك ويشهد له وما أختياره للداعي الكبير الكرماني المشهود له بغزارة العلم والمعرفة وبلاغة المنطق وقوة الحجة إلا دليل واضح على رغبتة سلام الله عليه في إقامة الحجة على أولئك الغلاة ودحض أقوالهم . وبالفعل قام الداعي الكرماني بإلقاء المحاضرات وكتابة البحوث والرسائل التي يرد فيها على المنشقين والغلاة !

وقد وصف الداعي عماد الدين القرشي ( قس ) تلك الأحداث العاصفة ووصول الداعي الكرماني الى القاهرة قائلا :
ووقع في أهل الدعوة والمملكة الاختباط وكثر الزيغ والاختلاط فجرد أمير المؤمنين السيف في الغالين والمقصرين واشتدت الظلمة على الشاكين ...... !!
إلى أن يقول : ووفد إلى الأبواب الزاكية الحاكمية باب الدعوة الذي عنده فصل الخطاب ولسانها الناطق بفصل الجواب والبراهين المضيئة والدلائل الواضحة الجليلة مبين سبل الهدى للمهتدين حجة العراقين أحمد بن عبدالله ابن حميد الكرماني قدس الله روحه ورضي عنه ولا حرمنا من نور بيانه والاقتباس منه مهاجرا عن أوطانه ومحله وواردا كورود الغيث إلى المرعى بعد محله ( فحل ببيانه ) تلك الظلمة المدلهمة وأبان بواضح علمه ونور هديه فضل الأئمة وكان ما وصفه في ترجمة رسالته التي سماها بمباسم البشارات وأقام فيها فضل الامام الحاكم بأمر الله واضح الدلالات .
وقد أوضح الداعي القرشي بعض أقوال الداعي الكرماني في رسالتة مباسم البشارات ونقتبس منها الأتي :
وشاهدت أولياء الدعوة الهادية بسط الله أنوارها – والناشئين في عصمة الإمامة وأولي ولائها قد حيرهم ما يطرأ عليهم من هذه الأحوال التي تشيب لها النواصي . وبهرهم ما تجدد لهم من الأسباب التي لا يهلك بها إلا أولو النفاق والمعاصي وهم يومئذ يموج بعضهم في بعض ويرمي كل واحد صاحبه بفسق ونقص وتتلاعب بهم الأفكار الردية وتتدوالهم الوساوس المردية ثم لا يعلمون ما أضلهم من الدخان المبين ولا ما الم بهم من الامتحان المستبين فصار البعض في الغلو مرتقين إلى ذراه والبعض في النكوص على أعقابهم ..........!الخ

وأضاف الداعي عماد الدين القرشي قائلا ( ص 305 ) :
وكان الفرغاني حسن الأجدع ممن قال وقت الحاكم بأمر الله عليه السلام بالغلو وخرج عن دعوة أولياء الله بالكبر والعتو وأمهل في أوان الحاكم بأمر الله أن يقطع بسيف نقمته عنقه ويجري عليه من الأحكام ما أجراه على أمثاله من أهل الزندقة وإملاء له وإمهال لتقوم الحجة عليه ويجري في العتو والظلال إلى ما جرى إليه وكان الداعي الأجل حميد الدين أحمد بن عبدالله الكرماني ( قس ) وهو حجة الامام الحاكم بأمر الله ووليه القائم بنشر العلم بين الأنام قد قدم إلى المارق الفرغاني المواعظ وأقام عليه حجة الحق فعل المحامي عن الدين المحافظ وكتب بالرسالة الواعظة أيام الامام الحاكم بأمر الله عليه السلام وكتبت هذه الرسالة سنة ثمان وأربعمائة في فسطاط مصر وهي تتضمن الوعظ والتذكير والتحذير بما هو عليه من الغلو والعتو وشر المصير وفيها أجوبة سؤال سأل عنه أراه فيه نهج الحق والصواب وأبان له الصدق فيما أصدره إليه من الجواب فقال في الرسالة الواعظة بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على نبيه محمد والطاهرين من اله سلام الله عليهم وصلاته أما بعد :

أوضح الله لك منار الهدى وعاد بك إلى الطريقة المثلى فقد وقفت على ما تضمنت مسائلك التي تنطق عنك بالكفر والارتداد وتشهد عليك بفساد الاعتقاد فكانت في اختلال مبانيها وفساد معانيها على حالة لا يصدر مثلها إلا عن تمييز مختل واعتقاد معتل فلم أرى الإجابة عنها والنص على ما يتضمنه من الكفر منها إلا بلين القول وحسن التلطف وسلوك طريق الوعظ والتعطف إذ كانت المواعظ للنفس العليلة دواء ....
إلى أن يقول :
وأما قولك وقول أصحابك أن المعبود هو أمير المؤمنين سلام الله عليه, فقول كفر تكاد السموات أن يتفطرن منه وتنشق الأرض , وتخر الجبال هدا , إن جعلوا للإله المعبود جل وتعالى غيرا , وندا فيا لجسارة على الله تعالى حين جعلوا له سبحانه شريكا ما أعظمها ولجرأة على الله حين جعلوا المعبود غيره تعالى ما أفظعها , لقد قالوا قولا عظيما , وافتروا إثما مبينا وان ذلك إلا كفر محض فما أمير المؤمنين إلا عبد لله خاضع , وله طائع , يسجد لوجهه الكريم , ويعظمه غاية التعظيم , وبإسمه يستفتح وعليه يتوكل وأمره إليه يفوض والله تعالى قد فضله على خلقه , وجعله من جهة رسوله محمد ( ص) خليفة له في أرضه , ووسيلة لعباده إلى جنته , وأوجب طاعته على عباده .وهو سلام الله عليه يتبرأ إلى الله تعالى ممن يعتقد ذلك فيه وكيف يكون معبودا وهو جسم ذو ابعاض مؤلفة ونفس ذات قوى مكلفة يأكل ويمشي وينام ويستيقظ وتطرى عليه الأحوال المتضادة من رضى وسخط وغم ومسرة وسقم وصحة كغيره من البشر وهو سلام الله عليه ينفي ما تنسبه أنت وأصحابك إليه عن نفسه كلا إن المعبود ليس إلا الله سبحانه الإله الذي يسجد له أمير المؤمنين سلام الله عليه ويوحده ويسبحه ... الخ !!

ونهاية الغلاة كانت على يد الامام الظاهر لإعزاز دين الله ابن الامام الحاكم بأمر الله حيث أمر بقتل الفرغاني وأعوانه :
يقول الداعي عماد الدين القرشي :
بعد أن ابلغ الداعي أحمد حميد الدين الكرماني في الاحتجاج ووعظ في الاستقامة على سواء المنهاج فلم يرتدع المارق الفرغاني عن غلوه وتمادى في بغيه وعتوه يظن ما كان من اعوجاجه هو المستقيم ويحسب اعتقاده صحيحا وهو العليل السقيم حتى كثر من اتبعه على كفره العظيم وضلاله المورد لأمثاله وأشكاله في عذاب الجحيم من الغلو في ألائمة فردع عن ذلك فما ارتدع واستتيب فما تاب ولا اقلع ومضت الأيام وهو على ذلك حتى قضى أمر الامام الحاكم بأمر الله عليه السلام وأفضى الله بأمره إلى ولده الامام الظاهر لإعزاز دين الله وما برح عليه السلام وفضلاء أوليائه يردعون الفرغاني عن اعتقاده الخبيث ويمعنون في سوقه وأشياعه إلى الهدى السوق الحثيث وهم في طغيانهم يزدادون ولقائدهم إلى الهدى لا ينقادون فحين كثر عتوهم وظهر غلوهم وازدادوا إمعانا في الفساد وضلوا وأضلوا عن سواء السبيل الرشاد أمر أمير المؤمنين الظاهر لإعزاز دين الله عليه السلام بقتل حسن الفرغاني الأجدع وأصحابه وصاروا بكفرهم ونكرهم إلى لعنة الله واليم عذابه .............. إلى أن يقول :

وأقام القاضي قاسم بن عبد العزيز بن النعمان رحمة الله عليه في القضاء والدعوة بباب الخلافة وأمره بإقامة الدعوة والهداية وقراءة مجالس الحكمة ونشر علوم التأويل لأهل الولاية وان يقيم من أوامر الدعوة العلوية الفاطمية ما أندرس ويمحو ما أثره فيها أولو البغي ويبين ما انطمس . وكتب سجلا بذلك إلى أنشاه إلى جميع أهل دعوته وأمر كل داع من دعاته إن يتلوه على كل المؤمنين في ناحيته وذكر فيه قتل الكفرة من أصحاب الأجدع بعد قتله وتتبعه في الأقطار وتلك سنة الله الجارية في مثله ......... الخ !! وقد ذكر السجل كاملا ومن أراد الإطلاع عليه فليرجع للسبع السادس ( ص 311 ) أنتهى !

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
dedo13

dedo13


عدد الرسائل : 17
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 17/04/2007

قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل Empty
مُساهمةموضوع: رد: قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل   قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل Icon_minitimeالإثنين أغسطس 20, 2007 11:52 pm

لك مني كل الأحترام و الأمتنان على جل ما نقلت لنا
شيء بغاية التقدير بأن نساهم في نشر ثقافتنا و أفكارنا
و نشر ثقافة الكلمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روح النعنع




عدد الرسائل : 5
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 22/06/2007

قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل Empty
مُساهمةموضوع: رد: قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل   قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 22, 2007 6:13 pm

شكراًdido13على مرورك الكريم آملاً أن أكون قد قدمت معلومات جديدة ذات نفع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قبسات من سيرة الامام الحاكم بأمر الله والرد على بعض المسائل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
انوار السويداء :: الساحة الادبية :: منتدى المنقولات الادبية-
انتقل الى: