السعادة... لم أعرف ما هي، صدقوني، لقد مللت من هذه الحياة، لم أعد أرغب بتجريبها، بدأت التجارب تمتحنني في سنة البكالوريا الأولى، حيث رسبت فيها، ليس لكسلي، لكن لأني مرضت بالتهاب الكلية الذي دمر كليتي، وأصابها بالتليف و التليف لمن لا يعلم هو إنقطاع التروية عن العضو المصاب فيموت، لذلك كان الحل باستإصالها، ومنذ ذلك الوقت وصحتي ليست في حالة جيدة، يوم مرتاح اسبوع مريض، منذ خمسة سنوات كان أهلي ذاهبون الى دمشق في الليل لكن خروج جرار زراعي بشكل مفاجئ الى الطريق وكان غير منار، أدى الى أصطدام السيارة، ومقتل والدي، أه، ما أبشع تلك الذكرى وما أشد ألمها، لم أدرك عندها ماذا حصل، ولم أعرف على أي أرض أنا، ولم أتعافى من الصدمة لأدرك أني صرت مسؤولا عن بنتين، كانت إحداهما في البكالوريا و الأخرى في السنة الثالثة بالآداب كلية اللغة الإنكليزية، وبعد الحادث بسنوات وفي السنة الماضية تحديدا، تركتني الفتاة التي أحببتها، لأنها لم تكن تريد الإرتباط برجل مريض، ممكن معها حق لكن ماذنبي أنا.... وبعد أن تزوجت اختي، وإنتقلن لبيت الزوجية، تحررت من مسؤوليتهما، فقررت إعتزال العالم لفترة أو لفترات، لكن لا بد أن أخرج.....