تحتمل رائحة السكر و الدخان التي تضمخة كل ليلة،
لكن أن تحتمل إحضاره لفتاة ليل الى بيتها، هو ما
لا تستطيع، صرخت...ثارت، لم يكترث لها، بل دفعها
داخــــل غرفتها مع الطفله، وأقفل الباب، أما هو فقد
بقـــي مع الفتاة في غرفة الجلوس، الأم هجـــعت في
السرير تحكي لطفلتها، القصص، وتغني لهـــــا، حتى
لا تسمع ما يحصل، وفي قلبهــــــا جمرة نار ضغطت
عليها بقوة، كي لا تنهار....
أفكار كثيرة خطـــــرت في بالها، ستطلـــب أن يطلقها،
وتعود الى... بيت أهلها... لكن الجميع سيعاملها كمجرمة،
لأنها مطلقة، ستحاسب على نظراتها، وخروجها، وكلماتها،
ربما لن تستطيع أن تحصل على حق حضـــــانة إبنتها،
وستسكن وحيدة في غرفة (المقاطيع) حتى أخر
نفس في عمرها..خافت... إضطربت،
ثم صاحت غير واعية: يا ربي ماذا أفعل؟ استفاقت الطفلة
بكت، فتح الرجل الباب بعصبية، نصفه عار، ثم اشار لها
أن تسكت البنت، أقفل الباب، عاد لعمله، وعادت لطفلتها
تهدهدها وتغني لها، وعندما أولج الصباح اشعته المكسورة
في الليل، كانت العاهرة قد رحلت واستفاق زوجها،
الفوضى تعم المكان، أعدت له الافطار، قبل ان يذهب
لوظيفته، أما هي فقد تحركت بانكسار في البيت،
كي ترتب تلك الفوضى، وتلملم قذارتهم، تفكيرها مشوه لعجزها
...وندم على عمر لم تستفد منه باكمال تعليمها
كما نصحتها صديقتها، أو بتعلم الخياطة كجارتها.