منذ سنوات كنت مثلكم انسانا عاديا, أمشي في الشارع أسلم على الناس, لكني كنت تعيسا فقد كنت جبانا أخشى الحياة وأتهرب من صعاابها وأختار الطريق الاسهل, وكنت كلما ضاقت الدنيا لا أواجهها بل أنحني لها ليس كي تمر الريح فلست حكيما كفاية, لكن لاني أخاف فأختبئ في الأوكار كالأرنب, كنت الاكثر ادبا و المتفوق في المدرسة وكانت صورتي لا تكون الا بلوحة الشرف, فقد خطط لي أهلي حياتي وصنعوني كما أرادوا, ولم يتركوا لي الخيار أبدا بحجة أنهم يعرفون الحياة أكثر مني. فصدقتهم وصرت إتكاليا, لا ادري ألومهم أم ألوم نفسي أم المجتمع, لكن الأيام استمرت تدوسني واستمر الأولاد في المدرسة يضربونني, وفي الاعدادية والثانوية يسيرون خلفي كي يقلدو مشيتي الغريبة ويرموني بسخريتهم, وكلامهم الذي لم أكن استطيع رده لأني لم أتعود أن أكون شارعيا, وكنت في الجامعة وحيد دائما دون أصدقاء حتى تخرجت , لكني لم أخدم في الجيش فأنا وحيد أهلي, المهم أن الأمور استمرت في حياتي نحو الأسواء واحتقاري لنفسي صار أعمق, فلم أعد قادرا على التكيف مع الدنيا, فتركت عملي, وجلست في بيتي بعد وفات والدي بحادث على طريق السويداء دمشق, لكن النقود نفذت بعد فترة فاحترت من اين سأجد المصدر فبعت الارض التي ورثتها بمبلغ كبير لن تتخيلوه, وجلست في البيت وحيداو قافلا كل الستائر لكني مللت, فلم تعد الكتب تسليني ولا صور الجميلات شبه العاريات, فاشتريت كمبيوتر ووصلت الانترنت. لاصبح من خلالها السيد و الشخص ذو المكانه, فاحببت وعشقت وطلقت وانجبت الاولاد من خلال النت, لا ادري الى متى سيستمر الوضع, ربما حتى تنتهي النقود لكنها لن تنتهي قبل خمسة سنوات, عندها سأبيع جسدي كقطع غيار ربما كليتي... لكني غيرت الموضوع فأنا أعيش بكلية واحد منذ سنة البكالوريا الأولى, فقد مرضت بالتهاب في الكلية لتصاب اليمين بالتليف فاصتأصلوها.أه كم كانت المرض موجا فقد كان الألم يخرج الماء من الصخر...
ومع الوقت وحبسي لنفسي وبعدي عن البشر بدأت أشعر أني أتحول لكلب فصرت أعوي في الليل لكن لحد الأن لم تخرج أنيابي ولم تنمو مخالبي ربما تحتاج الى وقت أطول في الإختباء....